التسويق عبر الجوال (Mobile Marketing) هو أسلوبٌ من أساليب التسويق الرقمي يقوم على الترويج للمنتجات والمشاريع والعلامات التجارية عبر استهداف أصحاب الجوالات والحواسيب اللوحية من خلال الاتصال المباشر أو تطبيقات الهاتف أو منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع المتوافقة أو الإعلانات الموجهة للمنصات المحمولة.

أهمية التسويق عبر الجوال

يُعتبر أسلوب (التسويق عبر الجوال) الوريثَ الشرعي لأسلوب (التسويق عبر الهاتف) الذي كان يقتصر على الاتصال الهاتفي المباشر عبر خطوط الهاتف الثابت لبيع منتَجٍ أو خدمةٍ في عمليةٍ يُصطلح على تسميتها (Telesales). أما اليوم، فقد غيرت الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المحمولة الطريقةَ التي يتواصل الناس وفقها، كما أنّها أحدثت ثورةً في عالم التجارة الإلكترونية، حيث بات التسويق عبر الجوال واحداً من أهم الاتجاهات في مجال التسويق الرقمي، وأصبح ضرورةً للشركات والمشاريع على اختلاف حجومها وميزانياتها، وينعكس ذلك على أرض الواقع من خلال تحوُّل أكثر من 68% من الشركات إلى التسويق عبر الجوال كركنٍ أساسيٍّ من أركان سياساتها التسويقية. من الطبيعي والحال هذا أن تبدأ كمسوقٍ بالتفكير في استغلال هذه القناة التسويقية القوية لزيادة حضور شركتك أو علامتك التجارية في السوق.

أهم مميزات التسويق عبر الجوال

يتميز التسويق عبر الجوال بعددٍ كبيرٍ من المميزات التي تجعله خياراً مناسباً لِطيفٍ واسعٍ من الشركات والعلامات التجارية، ومن أهم هذه المميزات ما يلي:

  • أسلوبٌ سهلٌ وبسيطٌ للتواصل مع الناس من مختلف فئات المجتمع، فهو لا يحتاج أي تجهيزاتٍ خاصةٍ سوى الهواتف المحمولة، التي باتت حالياً في متناول الجميع.
  • إمكانية تحديد الموقع الجغرافي للعميل، مما يسهل عملية توجيه الرسائل التسويقية إلى العملاء على أساس أماكن وجودهم.
  • إمكانية جمع بعض البيانات التسويقية الهامة حول العملاء، وكذلك جمع النتائج والبيانات الخاصة بالإعلانات والحملات التسويقية الهاتفية، وذلك للاستفادة منها في الحملات الإعلانية المستقبلية.
  • التكلفة المنخفضة، حيث لا يحتاج هذا الأسلوب إلى دفع تكاليف إعلانيةٍ ضخمةٍ أو تنظيم حملاتٍ تسويقيةٍ واسعة النطاق.
  • سهولة الأسلوب بالنسبة للعميل، فهو لا يحتاج منه أكثر من ضغطة زرٍ لكي يقدم طلباً أو يرد على اتصالٍ أو يشتري منتجاً عبر هاتفه المحمول.
  • تتعدد الطرق التي يوفرها هذا الأسلوب للوصول إلى العملاء المستهدفين، وهذا يسهل على فريق التسويق التواصل مع العملاء على اختلاف أساليبهم في التفكير.
  • سهولة متابعة العميل والبقاء على اتصالٍ دائمٍ معه.
  • هذا الأسلوب لا يحتاج عادةً إلى مسوقين خارجيين، مما يجعله أسلوباً ملائماً للمشاريع الصغيرة محدودة الميزانية.

عيوب التسويق عبر الجوال

  • قد يكون من الصعب الحصول على ثقة بعض العملاء نتيجةً لتعرضهم سابقاً إلى عمليات غشٍ أو خداعٍ من قِبَل بعض المحتالين.
  • قد يشعر العميل بنوعٍ من الريب إذا تلقى رسائل تسويقيةً كثيرةً من شركاتٍ مختلفة.
  • يشعر العملاء عادةً بالضيق نتيجة تلقيهم عدداً كبيراً من المكالمات والرسائل التي تروج لمنتَجٍ معين، مما سينعكس سلباً على مكانة المنتَج بين العملاء، وستظهر النتائج السلبية بسرعةٍ على أرقام المبيعات.
  • إمكانية الوقوع في الكثير من المشاكل إذا كانت القوائم المستخدَمة غير مُحدثة.

أهم أسباب زيادة رواج التسويق عبر الجوال في الفترة الأخيرة

التوجه الكبير إلى استخدام الهواتف المحمولة لتصفح الإنترنت: لقد تحققت مؤخراً زيادةٌ هائلةٌ في استخدام الهواتف المحمولة للتواصل الاجتماعي وتصفح شبكة الإنترنت، ومن الواضح أن تلك الزيادة كانت على حساب استخدام الحواسيب الشخصية. إن هذا الواقع يجعل من الطبيعي أن تتوجه الشركات إلى التسويق عبر الهواتف المحمولة باعتبارها اتجاهاً آخذاً بالنمو المستمر، فقد بينت الدراسات أن حوالي 51% من حركة المرور على مواقع الإنترنت وأكثر من ثلث حركة التجارة الإلكترونية تتم عن طريق الهواتف المحمولة، ومن المتوقع أن تزداد تلك النسب بشكلٍ كبيرٍ خلال السنوات القليلة القادمة.

الطابع الشخصي للهاتف المحمول: يتميز الهاتف المحمول عن قنوات التسويق الأخرى، كالحواسيب وأجهزة التلفزيون، بأنه ذو طابعٍ شخصيٍّ فهو يتبع عادةً لشخصٍ واحدٍ وليس لأسرةٍ أو مجموعةٍ من الناس. إن لهذه الناحية أهميةً كبيرةً للمسوق، حيث تتيح له الوصول المباشر والسريع إلى العميل المقصود دون غيره، مما يسهل توجيه الرسائل التسويقية بأشكالها المختلفة بما يتناسب مع طبيعة ميول واهتمامات العميل.

أسلوبٌ يوفر أدواتٍ تسويقيةً متنوعة: توفر الهواتف المحمولة للمسوقين عدداً كبيراً من الأدوات التي تتيح لهم التواصل السريع مع العملاء المحتملين والعملاء الفعليين، وتشمل هذه الأدوات في ما تشمل التطبيقات والرسائل النصية (SMS) ورسائل الوسائط المتعددة (MMS)، عدا عن الاتصال الهاتفي المباشر مع العميل.

أسلوبٌ يحقق توفيراً كبيراً في التكاليف التسويقية: يُعتبر التسويق عبر الجوال واحداً من أقل الأساليب التسويقية تكلفةً، وهذا من الأسباب التي تجعل عائدات العملية التسويقية عاليةً بالنسبة إلى تكاليفها.

أساسيات البدء بمشروع التسويق عبر الجوال

لتحقيق النجاح المرجو من التسويق عبر الجوال، يتوجب اتخاذ مجموعةٍ من الخطوات أهمها:

دراسة المشروع: قبل البدء بمشروع التسويق عبر الجوال، ينبغي على المسوق إجراء دراسةٍ وافيةٍ للسوق وطبيعة الجمهور المستهدف، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات الفنية والتقنية والمالية المتاحة.

تحديد الشريحة المستهدفة: من الحِكمة أن يقوم المسوق باستهداف الشريحة الأكثر قابليةً للتجاوب معه والأشد حاجةً لشراء المنتَج أو الخدمة اللذَين يسوق لهما. يمكنك في هذا السياق أن تستعين بأداة (Google Analytics) للتعرف على الخصائص العامة لأفراد الشريحة المستهدفة، وخصوصاً المحتوى الذي يبحثون عنه ومنصات التواصل الاجتماعي التي ينشطون عليها، وسيساعدك هذا كثيراً في صياغة رسائلك التسويقية وتركيز جهودك على منصات التواصل الأكثر أهميةً بالنسبة لعملائك.

إيجاد قاعدة بياناتٍ تشمل العملاء المتوقعين: على المسوق عبر الجوال أن يُكوِّن لنفسه قاعدة بياناتٍ كبيرةً تضم معلوماتٍ حول العملاء المتوقعين الموجودين في نطاقه الجغرافي، ويفضَّل أن تتضمن قاعدة البيانات بعض المعلومات التفصيلية حول العملاء الواردين فيها، مع الإشارة إلى العملاء الذين تُرجَّح استجابتهم أكثر من غيرهم. إن توفر قاعدة البيانات الكبيرة وغناها بالمعلومات سيتيح للمسوق سهولةً كبيرةً في فهم العملاء وتقدير كيفية الوصول معهم إلى نتيجةٍ تجاريةٍ مُرضيةٍ للطرفين.

تكوين فريق عملٍ مؤهل: لإنجاح عملية التسويق عبر الجوال، يتوجب تعيين فريق عملٍ لديه القدرة على التعامل بسهولةٍ مع تطبيقات الجوال، وقادرٍ على متابعة التحديثات بشكلٍ جيد، ويتمتع بقدرةٍ عاليةٍ على التواصل مع العملاء المتوقعين.

الحصول على التطبيقات المناسبة: تستخدم الشركات الكبرى مجموعةً من التطبيقات المتخصصة في مجال التسويق عبر الجوال، ومن المؤكد أن امتلاك الشركة لتطبيقاتٍ من هذا النوع سيكون له عظيم الأثر في تحقيق الفائدة المرجوة من هذا الأسلوب التسويقي، ولكن يُشترَط على فريق التسويق أن يكون على معرفةٍ جيدةٍ بكيفية استخدام التطبيقات وتوظيفها لاستهداف أكبر عددٍ ممكنٍ من العملاء المحتملين.

استراتيجية التسويق عبر الجوال

تتمثل أول خطوةٍ على طريق التسويق عبر الجوال بتحديد استراتيجيةٍ واضحةٍ لانتهاجها، وتتحدد طبيعة الاستراتيجية التسويقية بمجموعةٍ من العوامل يأتي على رأسها طبيعة الجمهور المستهدف وحجم الإمكانات المتاحة والأهداف المرجوة. تقوم استراتيجية التسويق عبر الجوال أصلاً على تحديد الأهداف التسويقية منها، ويتوجب عليك هنا اختيار الأهداف التي تتناسب مع حجم مشروعك وميزانيته والمنتجات التي تود الترويج لها، ومن الواضح أن استراتيجية التسويق عبر الجوال ستختلف باختلاف الأهداف التسويقية، ولتحديد الأهداف يمكنك أن تفكر في إجاباتٍ للأسئلة التالية:

  • هل تريد زيادة معدل تحويل العملاء؟
  • هل تريد استقطاب عملاء جدد من شريحةٍ معينة؟
  • هل تريد التواصل مع عملائك الفعليين وتقوية علاقتك بهم عبر الرسائل والإشعارات؟
  • هل تريد الاستفادة من إمكانية تحديد الموقع الجغرافي للوصول إلى العملاء ضمن حيزٍ جغرافيٍّ معين؟

أهم أساليب التسويق عبر الجوال

للتسويق عبر الجوال أساليب كثيرةٌ متنوعة، وسنكتفي هنا بذكر الأساليب التالية بصفتها الأكثرَ أهميةً في هذا السياق:

أولاً: التسويق بالاتصال الهاتفي المباشر

ثانياً: التسويق باستخدام الرسائل النصية (SMS)

ثالثاً: التسويق من خلال الإعلان عبر الجوال

أولاً: التسويق بالاتصال الهاتفي المباشر

يُعتبر الاتصال المباشر أقدم أساليب التسويق عبر الجوال، وتعود جذوره إلى التسويق الهاتفي عبر الهواتف الثابتة، والذي كان يُستخدم من قِبَل بعض الشركات للترويج لمنتجاتها أو خدماتها. عند استخدامه بشكلٍ مدروس، يحقق الاتصال الهاتفي المباشر وصولاً فعالاً إلى عملاء جدد، كما يزيد من ولاء العملاء الفعليين للعلامة التجارية، وتكون النتيجة دوماً زيادةً ملموسةً في مبيعات الشركة.

رغم ظهور منصات التواصل الاجتماعي والعديد من وسائل التسويق الرقمي الأخرى، إلا أن الاتصال المباشر ما زال يحتفظ لنفسه بمكانةٍ عاليةٍ كأسلوبٍ تسويقيٍّ في كثيرٍ من المجالات.

أساسيات المكالمة الهاتفية التسويقية الناجحة:

لإنجاح مكالماتك الهاتفية مع العملاء لا بد لك من مراعاة مجموعةٍ من النقاط، أهمها:

تحديد الوقت: عليك اختيار الوقت المناسب لإجراء الاتصالات الهاتفية التسويقية، فهذا سيزيد من فرص استجابة العملاء للاتصال، وبالتالي زيادة الاستجابة للمنتَج أو الخدمة موضوع الاتصال.

دراسة الموضوع: على المسوق أن يكون مُلماً تماماً بجميع جوانب موضوع السلعة أو الخدمة التي يقدم لها بالتسويق عبر الجوال، فوجود ثغراتٍ في فهم المسوق للموضوع قد تترتب عليه نتائج كارثيةٌ تتمثل بوقوع المسوق في بعض المآزق المحرجة خلال الاتصال، مما سيؤثر سلباً على ثقة العميل بالشركة، وهذا سيجعله يتردد في الموافقة على العرض التسويقي. يزداد الأمر سوءاً إذا كان العميل على معرفة كبيرةٍ بموضوع الاتصال، مما سيضع المسوق في موقفٍ لا يُحسد عليه.

دراسة العميل: يتوجب على المسوق قبل إجراء المكالمة الهاتفية أن يدرس شخصية العميل من خلال المعلومات المتوفرة عنه، وذلك لكي يستطيع توقع ردود أفعاله، فهذا سيساعده في تحضير الردود المناسبة لأسئلة العميل واستفساراته.

تدوين الملاحظات: يُفضل أن يقوم المسوق بتدوين ملاحظاته حول المكالمة بعد انتهائها. لا تقتصر فائدة هذه النقطة على تسهيل التعامل لاحقاً مع العميل، وإنما تتعدى ذلك إلى صقل خبرة المسوق بأسلوب التعامل مع مختلف فئات العملاء، وذلك من خلال إمكانية قيامه بمراجعاتٍ دوريةٍ للملاحظات التي دونها سابقاً.

ردود الأفعال المتزنة: من المهم للمسوق عبر الاتصال الهاتفي أن يحافظ على هدوئه وثباته الانفعالي طيل فترة المكالمة، مما سيسمح له بإعطاء ردود أفعالٍ جيدةٍ، كما سيعطيه قدرةً على التصرف بحكمةٍ لمعالجة الاستفزازات التي قد تصدر عن بعض العملاء.

التركيز الكامل أثناء المكالمة: يجب تجنب القيام بأية أعمالٍ جانبيةٍ أثناء إجراء المكالمة الهاتفية التسويقية، وذلك تجنباً للوقوع في الزلات أو إعطاء العميل انطباعاً باللامبالاة به. حاول التركيز فقط على قيادة المكالمة بالشكل السليم لتحقيق الأهداف المرجوة منها.

تجميل المكالمة بالقليل من حس الدعابة: ليس من الضروري أن تلتزم الجديةَ على طول المكالمة، بل يمكنك كمسوقٍ أن تحاول كسر الجمود بينك وبين العميل من خلال دعاباتٍ لطيفةٍ في سياق الموضوع، فهذا من شأنه أن يخلق جواً من الود بين المسوق والعميل، مما سيساعد في تسهيل عملية التواصل بينهما.

الصفات الواجب توفرها في المسوق عبر الجوال:

الأمانة: يجب على المسوق عبر الجوال أن يتحلى بالأمانة المطلقة، ويتمثل ذلك بعرض المنتَج بشكلٍ واضحٍ وبأدق التفاصيل الممكنة، فبناء الثقة بين الشركة والعميل هو من الأهداف التي يجب وضعها في مقدمة الأولويات. قد يستغل بعض المسوقين أسلوب الاتصال الهاتفي كطريقةٍ لتجميل المنتَج المعروض وإظهاره على غير حقيقته، وهو ما سيحقق حتماً نتائج عكسية، حيث سيفقد العميل ثقته بالشركة ومنتجاتها.

القدرة على ترك انطباعٍ جيدٍ لدى العميل: من الخطأ اعتبار أن الهدف الوحيد من التسويق عبر الهاتف هو بيع المنتجات أو الخدمات للحصول على أرباحٍ مادية، والصواب هنا هو العمل على ترك انطباعٍ جيدٍ لدى العملاء، فبالإضافة إلى الضرورة الأخلاقية، ستلاحظ أن ترك انطباعٍ جيدٍ لدى العميل سيجعله غالباً يتحدث بشكل إيجابيٍّ حول شركتك ومنتجاتها، مما سيؤدي في النهاية إلى جذب عملاء آخرين وتحقيق المزيد من المبيعات.

القدرة على حل مشكلات العملاء: من المهم جداً في عملية التسويق عبر الهاتف أن يقوم المسوق بمتابعة العميل والعمل على حل المشاكل التي قد تعترضه أثناء عملية البيع أو الاستلام، وهذا من أهم الأمور الضرورية لإرضاء العملاء.

الصبر والتفهم: يتعرض المسوقون عبر الجوال إلى الكثير من المواقف المزعجة، فهناك بعض العملاء ممن يحبون الدخول في نقاشاتٍ طويلةٍ لا تخلو من الإزعاج أحياناً، وهذا ما يتطلب من المسوق قدرةً كبيرةً على الصبر والتفهم واحتواء العملاء على اختلاف طباعهم.

المرونة: من الضروري أن يتحلى المسوق عبر الهاتف بدرجةٍ عاليةٍ من المرونة والقدرة على فهم نفسية العميل والتكيف معها بالطريقة التي تسمح له بإيصال الرسالة التسويقية بشكلٍ سلسٍ ودون أي إزعاج. في عملية البيع عبر الهاتف لا يصل إلى العميل غير صوتك، ولن تستطيع بالتالي أن تستخدم لغة الجسد للتأثير عليه. احرص على ألا تعطي انطباعاً للعميل بأنك غير مهتم بما يقول، وحافظ على مستوىً عالٍ من المرونة في تعابيرك وردود أفعالك.

ثانياً: التسويق باستخدام الرسائل النصية (SMS)

تشير الإحصاءات إلى أنّ معدل فتح الرسائل النصية القصيرة يصل إلى حوالي 98%، وأنّ 90% من الرسائل الهاتفية تُفتح في غضون ثلاث دقائق من إرسالها. تعد هذه المعدلات عاليةً جداً إذا ما قورنت بنظيراتها الخاصة برسائل البريد الإلكتروني، مما يجعل الرسائل النصية القصيرة واحدةً من أفضل قنوات التواصل ما بين الشركات التجارية وعملائها. تتمتع رسائل (SMS) كأداةٍ تسويقيةٍ بمجموعةٍ من المزايا أهمها درجة الخصوصية العالية التي تتميز بها، لكن بعض المسوقين يترددون في استخدامها خشية أن يشعر العميل بالانزعاج أو أن يُكوِّن فكرةً سلبيةً عن العلامة التجارية.

الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، حيث تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 45% من مستخدمي الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة الأميركية أقبلوا على شراء منتَجٍ بعد أن تلقوا رسالةً نصيةً تسويقيةً بخصوصه. رغم ذلك ينبغي على المسوق ألا ينجرف إلى تيار الإفراط بإرسال الرسائل النصية، فالمبالغة باستخدامها ستؤدي غالباً إلى نتائج عكسية، حيث ستعطي انطباعاً بأن علامتك التجارية هي مصدرٌ للرسائل النصية المزعجة (spam)، ولا يخفى ما لهذا من أثرٍ سيءٍ على العلامة التجارية، ناهيك عن كون هذا الخطأ يسبب إشكالاتٍ قانونيةً في بعض الدول.

إليكم بعض النصائح المفيدة لتحقيق الاستفادة القصوى من أسلوب التسويق عبر الرسائل النصية القصيرة:

  • لا تقم بإرسال الرسائل النصية إلاّ بعد الحصول على تخويلٍ من المستخدم.
  • عليك أن تُقدم في الرسالة النصية فائدةً للعميل، كأن تحتوي الرسالة تخفيضاً في أسعار المنتجات أو عرضاً مغرياً أو معلومةً هامة.
  • يجب جعل الرسالة النصية قصيرةً قدر الإمكان، وهذا ما يزيد من فرصة قراءة العميل للرسالة حتى آخرها، وبالتالي تحقيق الغرض منها لكلا الطرفين.
  • عليك أن تُولي اهتماماً خاصاً لرسائل الوسائط المتعددة (MMS)، فمن خلالها يمكنك أن ترسل للعميل بعض أنواع المحتوى الجذاب غير النصي، كالصور والملفات الصوتية.
  • عليك أن تراعي قوانين الدولة التي تعمل فيها بخصوص إرسال الرسائل النصية، فقوانين بعض الدول تفرض قيوداً قانونيةً على هذا النوع من الرسائل.
  • لا تنسَ أن تذكر اسم الشركة أو المنتَج ضمن الرسالة.
  • بالإمكان استخدام اسم العميل أو بعض المعلومات الخاصة به في الرسالة، ولكن تجنب القيام بذلك بشكلٍ اعتباطي، خاصةً إذا كان ذكر هذه المعلومات لا يخدم غرض الرسالة.
  • احرص على إضافة دعوات إلى القيام بإجراء ما، من نوع CTA في نهاية الرسالة، مثل (اضغط هنا)، أو (اشترك الآن)، أو (زوروا موقعنا) …. إلى آخر ما هنالك من أمثلة.
  • يمكنك إضافة بعض الكلمات التي تترك انطباعاً قوياً لدى العميل، مثل “الآن”، “حالاً”، “أنت”، وغير ذلك.
  • لا تُفرط في إرسال الرسائل إلى عميلك، وذلك لكي لا تسبب له إزعاجاً قد يدفعه إلى وضع رقمك ضمن قائمة جهات الاتصال المحظورة.

أبرز عيوب الرسائل النصية (SMS) كأسلوبٍ تسويقي:

  • يمكن تضمين الرسالة قدراً صغيراً من المعلومات، حيث تسمح الرسالة بعددٍ قليلٍ من الأحرف يبلغ حوالي 160 حرفاً فقط.
  • عدم القدرة على إضافة صورٍ إعلانيةٍ للرسائل النصية.
  • تحتاج وقتاً وجهداً كثيرَين للحصول على النتائج المرجوة.

ثالثاً: التسويق من خلال الإعلان عبر الجوال

الإعلانات عبر الجوال هي من أقصر الطرق للوصول إلى عملاء جدد وتحقيق زياداتٍ حقيقيةٍ في المبيعات، لكنها في المقابل من أكثر أساليب التسويق عبر الجوال تكلفة. تتوفر على الشبكة عدة خدماتٍ تسمح لك بالوصول إلى العملاء أثناء تصفحهم للإنترنت عبر الجوال، وهذا ما يسمح للمعلنين باستهداف مستخدمي الجوالات دون غيرهم من المستخدمين، وتأتي Google Ads في مقدمة تلك الخدمات.

أهم النقاط الواجب مراعاتها في الإعلان الموجه للجوالات:

  • أن يتلاءم مع الشاشات الصغيرة، حيث يجب أن يظهر الإعلان كاملاً وواضحاً وغير مُجتزأ، كما يجب تجنب وضع عناصر صغيرة الحجم إلى الدرجة التي تجعل من الصعب رؤيتها أو النقر عليها.
  • أن يتناسب الإعلان مع عادات مستخدمي الجوالات، حيث يميل هؤلاء إلى التعامل مع الإعلان بسرعةٍ ودون الغوص في الكثير من التفاصيل، وهذا من أبرز الاختلافات بين مستخدم المنصات المحمولة ومستخدم جهاز الكومبيوتر.
  • ينبغي اختيار الصور بعناية، حيث يجب أن تكون مصممةً للتوافق مع الشاشات الصغيرة، كما يُفضَّل الابتعاد عن استخدام الصور ذات التفاصيل الدقيقة، خاصةً إذا كان ظهور تلك التفاصيل يخدم موضوع الإعلان.
  • يجب الابتعاد تماماً عن استخدام مقاطع الفيديو الإعلانية الطويلة، ويفضَّل في هذا السياق ألا يتجاوز طول المقطع 20 ثانيةً فقط.
  • يجب أن تكون النصوص الإعلانية قصيرةً لتتسع لها شاشة الجوال دون أن يضطر المستخدم إلى تمرير النص باتجاه الأعلى ليتمكن من إكمال قراءته.
  • سيكون من المفيد جداً أن يحتوي الإعلان على دعوات إلى القيام بإجراء ما من نوع CTA، فهذا سيدفع العميل إلى التفاعل مع الإعلان بدل الاكتفاء بمشاهدة عرضٍ للمنتَج أو الخدمة.

بعض أشكال الإعلان عبر الجوال:

  • الإعلان عبر التطبيقات: تعتمد أغلب الاستراتيجيات الناجحة للتسويق عبر الجوال على التطبيقات كأساسٍ لها، حيث يقضي مستخدمو الجوالات ما متوسطه حوالي 87% من وقتهم في استخدام التطبيقات، وهذا ما يجعل من الضروري تخصيص جزءٍ هامٍّ من ميزانية الإعلان عبر الجوال للتطبيقات التي يستخدمها العملاء المتوقعون.
  • الإعلان عبر ألعاب الجوال: تتمتع ألعاب الجوال بشعبيةٍ هائلة، خصوصاً بين الفئات الشابة، ويُقدَّر عدد مستخدمي ألعاب الجوال بما يتجاوز 2.5 مليار مستخدم، والرقم آخذٌ بالازدياد بشكلٍ مستمر. كذلك تشير التقديرات إلى أن حوالي ثلث التطبيقات المحملة على الجوالات هي تطبيقات ألعاب. غنيٌ عن الذكر أن الإعلانات عبر الألعاب لا تناسب جميع الفئات الاجتماعية، فمن غير الطبيعي أن تستخدم هذا النوع من الإعلانات إذا كنت تروج لآلياتٍ ثقيلةٍ مثلاً. قم بإجراء دراسةٍ دقيقةٍ لجمهورك المستهدف كي تتأكد أن ما تروج له يقع ضمن دائرة اهتمامهم، وبعدها يمكنك الإقدام على شراء خدمةٍ مناسبةٍ للإعلان عبر ألعاب الجوال.
  • الإعلانات المحلية: هي إعلاناتٌ موجهةٌ إلى العملاء المحتملين في حيزٍ جغرافيٍّ معين، وهي تعتمد ميزة تحديد الموقع الجغرافي التي باتت متوفرةً في جميع الهواتف الذكية الحديثة. لقد اكتسب هذا النوع من الإعلانات مؤخراً شعبيةً واسعةً بين المسوقين عبر الجوال، وهو مناسبٌ للمشاريع ذات الطابع الجغرافي المحدود، أو تلك التي تقدم خدماتها لسكان منطقةٍ معينة. يمكنك أن تشتري خدمةً للإعلانات الموجهة ضمن مدينة أو حتى ضمن حيٍّ معين، وستلمس فائدة هذا الأسلوب إذا كنت مثلاً تروج لمدينة ألعابٍ أو متجرٍ صغيرٍ أو مطعمٍ للوجبات السريعة، وغير ذلك الكثير من الفعاليات التجارية ذات المجال الجغرافي المحدود.
  • إعلانات البحث عبر الجوال: هذا النوع مشابهٌ تماماً للإعلانات التي تظهر في صفحات نتائج بحث Google، لكنه يتميز بطبيعته الموجهة حصراً إلى المستخدمين الذين يقومون بإجراء البحث بواسطة الجوال. من المفيد أن نذكر هنا بأن محرك البحث Google يعطي أولويةً كبيرةً للصفحات المتوافقة مع الجوالات لدى استخدامه للبحث عبر الجوال.

أبرز مزودي خدمات الإعلان عبر التطبيقات:

  • Google AdMob: تسمح هذه الخدمة بإظهار الإعلانات داخل التطبيقات، ويكون ذلك بشكل نصوصٍ أو صورٍ أو عروضٍ خاصةٍ أو مقاطع فيديو.
  • Facebook App Ads: خدمةٌ تتيح الإعلان عبر تطبيقات فيسبوك، ويُعدُّ هذا الخيار ممتازاً إذا كان جمهورك المستهدف ممن ينشطون على منصة فيسبوك.

الوسائل المساعدة في التسويق عبر الهواتف المحمولة:

إنشاء موقعٍ إلكترونيٍّ متوافقٍ مع الجوالات: إن أول شيءٍ ينبغي التفكير فيه لاستقطاب العملاء عبر الجوال هو تجهيز الموقع الإلكتروني للشركة بشكلٍ يجعله متوافقاً مع المنصات المحمولة، وينبغي في هذا السياق أن يتوافق الموقع مثلاً مع كافة أحجام شاشات الهواتف المحمولة. لقد أصبح توافق الموقع مع الهواتف المحمولة أحد العوامل الأساسية التي تعتمدها محركات البحث في ترتيب المواقع ضمن نتائج البحث. تشير بعض الإحصائيات إلى أنّ معدل تحويل العملاء في المواقع التجارية المتوافقة مع الجوالات أكبر بحوالي 160% من نظيراتها غير المتوافقة مع الجوالات.

إنشاء تطبيقٍ للتسوق الإلكتروني: تبين الدراسات أن معظم الناس يقضون ما يقارب 90% من مجمل أوقاتهم باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول، وهذا ما يجعل التطبيقات مجالاً رحباً للتفاعل مع المستخدمين والتواصل الفوري معهم. يمكن اعتبار تطبيقات الهاتف المحمول قناةً للتواصل المباشر والفوري مع المستخدمين، حيث تصل رسائلك إلى العميل فور إرسالها، وهو أمرٌ يكاد يستحيل تحقيقه عبر القنوات التسويقية الأخرى كالبريد الإلكتروني أو الإعلانات. من الجدير بالذكر هنا أن إنشاء التطبيقات للمنصات المختلفة لم يعد من الأمور الصعبة وعالية التكاليف، فالتطور الهائل الذي شهده مؤخراً سوق العمل الحر جعل بالإمكان العثور على مبرمجين مستقلين يستطيعون إنشاء تطبيقاتٍ احترافيةٍ وبتكاليف في متناول معظم أصحاب المشاريع الصغيرة.

تسهيل الدفع عبر الجوال: إن من يدخل مجال التسويق عبر الجوال سيلاحظ أن المستخدمين غالباً ما يكونون على عَجَلةٍ من أمرهم، لذلك فمن الصعب بالنسبة لهذا النوع من المستخدمين أن يقضي وقتاً طويلاً في ملء استماراتٍ والتنقل بين صفحات موقعٍ إلكترونيٍ لإتمام شراء سلعةٍ أو خدمة، وهذا ما يجعل الكثير من المستخدمين يتراجعون عن الشراء ويبحثون عن البديل. إن هذه النقطة تجعل من الحكمة أن يفكر المسوق بتزويد العملاء بطريقةٍ للدفع الإلكتروني عبر الجوال.

قياس نتائج التسويق عبر الجوال

تُعد القابلية للقياس واحدةً من أهم الصفات التي يجب أن تتصف بها أساليب التسويق عبر الجوال، وهذه القابلية تجعل من الممكن قياس نتائج استخدام الأساليب التسويقية المختلفة لتحديد أفضلها وأكثرها ملاءمةً للمشروع. يمكن لفريق التسويق أن يلجأ إلى استخدام أداة تحليلات جوجل (Google Analytics) المجانية لقياس نتائج الاستراتيجية المستخدمة، حيث توفر الأداة الكثير من المعلومات الهامة للمسوق، كعدد الأشخاص الذين يدخلون الموقع باستخدام الجوال، وعدد مستخدمي تطبيق الشركة، والطريقة التي يتفاعل المستخدمون وفقها مع التطبيق، والأرباح المالية التي يحققها التطبيق، بالإضافة إلى مجموعةٍ شاملةٍ من البيانات والتقارير.

أهم المقاييس لتقييم مدى نجاح استراتيجية التسويق عبر الجوال:

معدل الاستقطاب عبر الجوال:

يُقصد بهذا المؤشر عدد الأشخاص الذين يدخلون باستخدام الجوال إلى صفحة الهبوط (Landing Page) الخاصة بك، أو إلى موقعك الإلكتروني، أو إلى حسابك على إحدى منصات التواصل الاجتماعي. يمكِّنُك هذا المؤشر من تحديد المصادر التي تستقطب أكبر عددٍ من العملاء، مما يسمح لك بتعديل حجم استثمارك في المصادر المختلفة وفقاً للبيانات. إذا لاحظت مثلاً أن الإعلانات عبر البريد الإلكتروني حققت لك أكبر معدلٍ لاستقطاب العملاء، وأن إعلانات فيسبوك حققت أقل معدل، عندها يمكنك زيادة حجم استثمارك في التسويق عبر البريد الإلكتروني وإيقاف استثمارك في إعلانات فيسبوك، وسيساهم هذا أيضاً بزيادة معرفتك حول المنصات الأكثر ملاءمةً لنشاط عملائك.

عدد مرات تحميل تطبيق الشركة:

إن أبرز مؤشرٍ على مدى نجاح التطبيق التسويقي هو عدد مرات تحميله، حيث يشير ذلك إلى مدى تَقبُّل الناس للتطبيق.

مدى نشاط مستخدمي تطبيق الشركة:

لا يُعد عدد مرات تحميل التطبيق مؤشراً كافياً لتقدير مدى نجاحه، فمن الممكن مثلاً أن يقوم الكثيرون بتحميل التطبيق ثم لا يقومون باستخدامه إلا نادراً. إن هذا يجعل من الضروري إلقاء نظرةٍ على مدى نشاط مستخدمي التطبيق، من حيث عدد مرات الدخول إلى التطبيق، ومعدّل الوقت الذي يقضيه المستخدم على التطبيق في كل جلسة، وعدد المستخدمين الذين يفتحون التطبيق يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً، وطبيعة نشاطهم، والميزات الأكثر استخداماً في التطبيق.

يضاف إلى ما سبق إمكانية اللجوء إلى طرقٍ أخرى لتقييم مدى نجاح استراتيجية التسويق عبر الجوال، حيث يمكن مثلاً استخدام اختباراتٍ من نمط A/B لاختبار فعالية الأساليب التسويقية المختلفة أو لتحسين صفحات الهبوط والإعلانات والرسائل التسويقية.

كلمةٌ أخيرة

التسويق عبر الجوال هو أحد القنوات التسويقية الآخذة بالنمو بتسارعٍ عالٍ، ونتائجه مضمونةٌ إذا ما اقترن باستراتيجيةٍ مدروسةٍ بعناية. قم بدراسة جمهورك المستهدف جيداً، واختر أكثر الأساليب ملائمةً للجمهور ولحجم ميزانيتك ولطبيعة نشاطك، والتزم دائماً الصبر والتأني، وستحقق حتماً نتائج إيجابيةً للغاية.


الصورة الرئيسية من: Freepik.com