في عام 1978 تم إرسال أول رسالةٍ تسويقيةٍ عبر البريد الإلكتروني، وقد حققت الشركة صاحبة الإعلان مبيعاتٍ بلغت قيمتها حوالي 13 مليون دولار أميركي، وكانت تلك بدايةَ انطلاق ما أصبح في ما بعد أحد أكثر قنوات التسويق استخداماً حتى يومنا هذا. نظراً إلى بداياته القديمة، قد لا يعتبر البعضُ البريدَ الإلكتروني أسلوباً تسويقياً جذاباً، خصوصاً إذا ما قورن بأساليب التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي الأحدث عهداً، لكنه في الحقيقة لا زال يشكل أسلوباً فعالاً لبناء قاعدةٍ شعبيةٍ للشركات والعلامات التجارية. يُعتبر البريد الإلكتروني واحداً من القنوات التسويقية القليلة التي يمكننا استخدامها لبناء اتصالٍ حقيقيٍّ مع البشر، وهذا يساهم في إعطاء نفحةٍ قويةٍ من الروح في العمل التجاري.

ليس البريد الإلكتروني مجرد أسلوبٍ لإرسال رسائل عشوائيةٍ غير مدروسة، وليس كذلك مجموعةً من الملاحظات التي يقدمها لك أحد الأهل أو الأصدقاء، لكنه قد يكون في مكانٍ وسطٍ بين الرسائل العشوائية وملاحظات الأصدقاء.

من المؤكد أن أغلب عملاء العمل التجاري لا يقدمون المعلومات الخاصة بهم بشيءٍ من الاستهتار، وهذا ما يجعل التواصل عبر البريد الإلكتروني أسلوباً يحمل شيئاً من الصعوبات التي لا يمكن إنكارها، لكن الاستخدام الحَذق للبريد الإلكتروني يمكن أن يجعل منه أداةً تسويقيةً ممتازةً تحقق أرباحاً كبيرة، وفي نفس الوقت أداةً لبناء العلاقات مع العملاء.

لا شك أن من الصعوبة بمكانٍ على الشركات الآخذة بالنمو -وحتى على الشركات الضخمة- أن تبني علاقاتٍ شخصيةً مع كل عميلٍ على حدة، وهذا ما يجعل البريد الإلكتروني رفيقاً مخلصاً لا غنى عنه بالنسبة لفريق التسويق. إن من الحكمة أن تقوم باستخدام البريد الإلكتروني لبناء علاقةٍ قويةٍ مع المشتركين، وكذلك لمحاولة كسب ثقة العملاء المحتملين من خلال توفير معلوماتٍ قيِّمةٍ في مجال نشاطك التجاري، بالشكل الذي يساعدهم في اتخاذ إجراءاتٍ وقراراتٍ تخدم أهدافهم.

خلاصة ما قلناه هنا تتمثل في أن التسويق عبر البريد الإلكتروني لا يتعلق بك أو بشركتك فقط، وإنما يتعلق بعميلك أولاً وأخيراً. إذا جعلت هذه القاعدة الذهبية في مركز اهتمامك، فلن يقوم المشتركون بقراءة رسائلك البريدية فحسب، بل سينتظرون أيضاً رسائلك التالية بشغفٍ شديد.

ما هو التسويق عبر البريد الإلكتروني؟

التسويق عبر البريد الإلكتروني هو عمليةٌ تقوم على استخدام البريد الإلكتروني كقناةٍ للتواصل مع جمهور الشركة وعملائها لتزويدهم بأنواعٍ مختلفةٍ من المحتوى المفيد لهم، ويحقق هذا الأسلوب عائداتٍ كبيرةً للشركات من خلال جذب العملاء المحتملين وبناء نوعٍ من الولاء لدى العملاء الفعليين.

ماهي فوائد التسويق عبر البريد الإلكتروني؟

يمكن استخدام البريد الإلكتروني كأسلوبٍ للتسويق في العديد من الحالات، وهو يحقق لك الكثير من المتطلبات التسويقية، أهمها:

  • بناء العلاقات: يمكن استخدام البريد الإلكتروني لبناء العلاقات من خلال إرسال الرسائل الشخصية المباشرة.
  • زيادة الوعي بالعلامة التجارية: تستطيع أن تحقق هذا الهدف من البريد الإلكتروني عندما تضع نصب عينيك خدمة الشركة أو العلامة التجارية التي تعمل لصالحها، فالهدف أولاً وأخيراً هو إشهار العلامة التجارية و التعريف بها.
  • توليد عملاء محتملين: يمكنك من خلال المدونات والمنتديات أن تغري المستخدمين بتقديم عناوين بريدهم الإلكتروني مقابل تحقيق فائدةٍ لهم، كالحصول على رابطٍ لبرنامجٍ أو كتابٍ إلكترونيٍّ مفيدٍ أو غير ذلك. إن حصولك على العناوين البريدية للمستخدمين سيحولهم إلى عملاء محتملين، وستتكفل مهاراتك التسويقية بالباقي.
  • رعاية العملاء المحتملين: يمكن اعتبار هذه الخطوة مكملةً للخطوة السابقة، حيث أن إسعاد العملاء المحتملين بتقديم محتوىً يهمهم، سيساهم بشكلٍ كبير في دفعهم للتحول إلى عملاء فعليين.
  • الترويج للمحتوى الخاص بك: بإمكانك استخدام رسائل البريد الإلكتروني لمشاركة محتوى مدونتك ذات الصلة بموضوعٍ يهم جمهور عملائك الفعليين أو المحتملين.
  • تسويق منتجاتك: يمكنك الترويج لمنتجاتك وخدماتك من خلال الرسائل الإلكترونية التي تعرض المنتج أو الخدمة بشكلٍ مباشر.

بعض الإحصاءات المتعلقة بالتسويق عبر البريد الإلكتروني

إحصاءاتٌ عامة:

  • يتم يومياً إرسال ما متوسطه 4 مليارات رسالةٍ إلكترونيةٍ في العالم، وهذا ما يجعل البريد الإلكتروني بيئةً تسويقيةً خصبة.
  • حوالي 64% من الأعمال الصغيرة تستخدم التسويق عبر البريد الإلكتروني.
  • حوالي 20% فقط من حملات التسويق البريدية غير محسنة للعمل على الجوال.
  • إن تقسيم القوائم البريدية يحقق ما يقارب 760% زيادةً في عائدات التسويق البريدي.
  • حوالي 35% من المسوقين يرسلون لعملائهم 3-5 رسائل إلكترونية أسبوعياً.
  • حولي 80% من المسوقين يفضلون البريد الإلكتروني على منصات التواصل.
  • حوالي 20% من الشركات الخدمية والتجارية تقوم بتخصيص رسائلها الإلكترونية.
  • يحقق التسويق عبر البريد الإلكتروني وسطياً حوالي 38 دولاراً مقابل كل دولارٍ يتم إنفاقه في عملية التسويق، وهذا يمثل عائد استثمارٍ بنسبة هائلةٍ تبلغ 3800٪.
  • تشير الإحصاءات إلى أن ثلثي العملاء يُقدِمون على عملية الشراء كنتيجةٍ مباشرةٍ لرسالةٍ تسويقيةٍ عبر البريد الإلكتروني.
  • هناك حقيقةٌ مفادها أن البريد الإلكتروني أكثر فعاليةً بنحو أربعين مرةً من Facebook و Twitter مجتمعَين في اكتساب العملاء الجدد.
  • ربما يكون أفضل سببٍ لاستخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني هو سيطرتك الكاملة على تلك القناة التسويقية الهامة، فما من جهةٍ خارجيةٍ ستفرض عليك أي لوائح تنظم أسباب وكيفية ووقت تواصلك مع المشتركين في قوائمك البريدية.

إحصاءاتٌ في المجال التجاري (Business to Business) أو (B2B):

  • يشكل البريد الإلكتروني قناة الاتصال المفضلة لدى حوالي 86٪ من المهنيين.
  • يؤمِنُ حوالي 60٪ من المسوقين بقدرة التسويق عبر البريد الإلكتروني على إنتاج عائداتٍ ماليةٍ مرتفعة.
  • إن رسائل B2B تحقق معدلات نقرٍ أعلى بنسبةٍ تقارب 47٪ من الرسائل المُرسلة من الشركات إلى المستهلكين.

إحصاءاتٌ في مجال السوق الاستهلاكي (Business to Consumer) أو (B2C):

  • يقوم حوالي 78% من المستهلكين بإلغاء تسجيلهم ضمن القوائم البريدية للشركات التي تقوم بإرسال عددٍ كبيرٍ من الرسائل الإلكترونية.
  • يقوم أكثر من 90% من المستهلكين بتفحص بريدهم الوارد يومياً.
  • يميل المستخدمون المسجلون ضمن القوائم البريدية إلى مشاركة تجربتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بمعدلٍ يفوق ثلاثة أضعاف المستخدمين الآخرين.

إحصاءاتٌ في مجال التجارة الإلكترونية (E-Commerce)

  • يفضل 86% من المستهلكين تلقي رسالةٍ تسويقيةٍ واحدةٍ شهرياً على الأقل من العلامات التجارية التي قاموا بتسجيل أنفسهم ضمن قوائمها البريدية.
  • تحقق القوائم البريدية المقسمة تقسيماً صحيحاً ما يقارب 58% من العائدات المالية للشركات.

إحصاءاتٌ في مجال تجارة العقارات (Real Estates)

  • إن حوالي 53% من مجمل الشركات العاملة في مجال تجارة العقارات تحصل على مشتركي قوائمها البريدية من خلال مواقعها الرسمية على الإنترنت.
  • إن ما يقارب 40% من مجمل الشركات العقارية تستخدم فكرة القوائم البريدية المقسمة.

كيف أبدأ بمشروع التسويق عبر البريد الإلكتروني؟

قبل أن تغوص عميقاً في الإمكانيات الهائلة للتسويق عبر البريد الإلكتروني، عليك أن تضع لنفسك استراتيجيةٍ مدروسةٍ للتسويق عبر البريد الإلكتروني. تشير الإحصاءات إلى أن مستخدم البريد الإلكتروني يستقبل يومياً ما متوسطه حوالي 121 رسالة إلكترونية، وهذا يعني أن إرسال رسائلك دون وجود استراتيجيةٍ مدروسةٍ جيداً قد يؤدي إلى اختفاء الرسائل في صندوق الوارد تحت جبلٍ من الرسائل الأخرى، أو قد تصل – وهذا ما لا تتمناه – إلى مجلد الرسائل المزعجة (Spam).

يمكنك بسهولةٍ أن تتعلم كيفية بناء استراتيجيةٍ فعالةٍ للتسويق عبر البريد الإلكتروني، بشكلٍ يضمن وصول رسائلك إلى المهتمين بها فعلاً، ولن يتطلب الأمر منك أكثر من وضع خطةٍ تشمل الخطوات الرئيسية التالية:

حاول فهم جمهورك

كما في جميع مكونات العملية التسويقية، يجب أن تكون رسائل البريد الإلكتروني ذات صلةٍ قويةٍ بمجال اهتمام الجمهور، وهذا ما يجعل من الضروري أن تقوم بدراسة جمهورك دراسةً وافيةً لفهم متطلباته واحتياجاته الحقيقية.

قم بتحديد أهدافك

في سبيل تحديد أهداف حملتك التسويقية البريدية، عليك أن تجمع بعض المعلومات المتصلة بسياق عمل تلك الحملة، وتشكل الإحصائيات المتعلقة بالبريد الإلكتروني واحداً من أبرز المؤشرات التي يمكن الاستفادة منها في تحديد أهدافك التسويقية.

قم بوضع طريقةٍ تمكن العملاء المحتملين من التسجيل في قائمتك البريدية

إن قائمة البريد الإلكتروني هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من المستخدمين الذين منحوك الإذن بإرسال رسائل إلكترونية ذات محتوىً يهمهم. لإنشاء هذه القائمة وتضخيمها ستحتاج إلى طرقٍ تسمح للعملاء المحتملين بالتسجيل فيها. لا تدع أي شيءٍ يثبط عزيمتك في هذه المرحلة، فمن الطبيعي مثلاً أن تجد في البداية عدداً قليلاً من المشتركين المسجلين في قائمتك البريدية، لكن الوقت سيكون كفيلاً بزيادة ذلك العدد شيئاً فشيئاً، وكل ما عليك هو أن تتعامل مع كل مشتركٍ وكأنك تتعامل مع ملكٍ من الملوك، ثم تمتع بمراقبة قائمتك البريدية وهي تنمو بشكلٍ طبيعي.

اختر واحداً من أنماط الحملات التسويقية البريدية التي تناسبك

تتنوع أنماط حملات التسويق البريدي بشكلٍ قد يكون مربكاً، فقد تجد نفسك واقعاً في الحيرة أمام بعض التساؤلات من قَبيل:

هل أرسل نشرةً إخباريةً أسبوعية؟

هل أرسل إعلاناتٍ حول المنتجات الجديدة؟

ما هي التدوينات التي تستحق المشاركة؟

معظم المسوقين يواجهون أسئلةً من هذا النوع، لكن الحقيقة تتمثل في عدم وجود جوابٍ واحدٍ يخدم المسوق في جميع الحالات. ابدأ بالتعرف على الأنواع المختلفة لحملات التسويق البريدي المتوفرة، ثم قم بتحديد أفضلها بالنسبة لجمهورك.

ضع جدولاً زمنياً للعمل

حدد معدل المرات التي تخطط أن تتواصل فيها مع المشتركين في قائمتك البريدية، وأبلغهم بذلك مقدماً، والتزم بجدولٍ زمنيٍّ ثابتٍ بالشكل الذي يساعد على بناء الثقة وكسب اهتمامٍ دائمٍ من قِبَل المشتركين.

قم بقياس نتائج العمل

من الطبيعي أن تقوم كمسوقٍ بقياس واختبار كل شيءٍ يتعلق بالعملية التسويقية، وسيساعدك ذلك في إجراء تغييراتٍ صغيرةٍ على رسائلك الإلكترونية بشكلٍ قد يؤدي إلى نتائج إيجابيةٍ كبيرة. سنتطرق في فقرةٍ لاحقةٍ إلى بعض المؤشرات التي يمكن من خلالها قياس فعالية الرسائل التسويقية الإلكترونية.

كيف أنشئ قائمتي البريدية الخاصة؟

توجد طرقٌ إبداعيةٌ كثيرةٌ لإنشاء قائمتك البريدية الخاصة، ولا نقصد هنا أبداً شراء قوائم بريديةٍ جاهزة. من الناحية التكتيكية، يتضمن إنشاء القائمة البريدية عنصرين أساسيين يعملان معاً بشكلٍ متكاملٍ، وهذان العنصران هما:

عوامل جذب العملاء (Lead magnets) ونماذج الاشتراك البريدي الاختيارية (opt-in forms).

أولاً: عوامل جذب العملاء (Lead magnets)

يمكن جذب العناوين البريدية باستخدام ما يُصطلَح على تسميته (Lead magnets)، وهي مجموعة عوامل الجذب التي يمكنك استخدامها لجذب العملاء المحتملين إلى قائمتك البريدية، ويكون ذلك عادةً من خلال تقديم عرضٍ مجانيٍّ مقابل الحصول على عنوان البريد الإلكتروني. يمكن أن يتخذ العرض عدداً من الأشكال، ويجب أن يكون ذا قيمةٍ عاليةٍ بالنسبة لعملائك المحتملين.

توجد مشكلةٌ واحدةٌ فقط في هذه الطريقة، وتتمثل في أن الناس أصبحوا مفرطي التحفظ بشأن معلوماتهم الشخصية، لذلك فمن المستبعد أن تتلقى عنوان بريدٍ إلكترونيٍّ دون تقديم شيءٍ عالي القيمة للعملاء.

فكر في تقديم محتوىً قيِّمٍ ذي صلةٍ بمجال عملك، وتأكد من جعله مفيداً للعملاء المحتملين. يمكن أن يتخذ المحتوى عدداً كبيراً من الأشكال أهمُّها:

  1. الكتب الإلكترونية
  2. الشروح
  3. الصور الإيضاحية
  4. التقارير والدراسات
  5. قوائم المراجعة
  6. النماذج
  7. الندوات والدورات عبر الإنترنت
  8. الأدوات البرمجية

إذا كنت تعاني من نقصٍ في الموارد اللازمة للحصول على المحتوى المناسب، فحاول أن تُحسن قدر الإمكان استخدام المحتوى المتوفر لديك، ولكن تذكر دائماً أن عناصر الجذب الخاصة بك يجب أن تكون وثيقة الصلة بمجال نشاطك.

يمكنك اتباع ما يلي لجعل عوامل الجذب التي تقدمها مفيدةً لقائمتك البريدية:

  • وجِّه عرضك باتجاه إعطاء حلٍّ لمشكلةٍ قد تعترض عملاءك المحتملين، وذلك من خلال تقديم معلوماتٍ واقعيةٍ تخلق حلاً قابلاً للتنفيذ.
  • تأكد من سهولة وصول المادة التي تقدمها إلى العملاء المحتملين، وكذلك سهولة ويُسر استخدامها من قِبَلهم، فمن الواضح مثلاً أن الكتب الإلكترونية والصور ومقاطع الفيديو هي أسهل للاستخدام من الملفات التي تحتوي نصوصاً برمجيةً مثلاً.
  • اجعل المحتوى المستقبلي في قمة أولوياتك، فمن أسوأ الأمور في هذا السياق أن يجذب العرض الرائع بعض العملاء الجدد ليفاجَؤوا بعد ذك بفقر المحتوى أو انخفاض قيمته يوماً بعد يوم، وهذا من أكثر العوامل التي تزعزع ثقة العملاء بك.
  • تعامل مع عوامل الجذب الخاصة بك كنقطة انطلاقٍ لإيصال العملاء إلى الحلول المدفوعة، ففائدة المحتوى المجاني هي في إثبات القيمة التي تستطيع الشركة تقديمها، لكن أهم ما في الأمر هو أن تؤدي العروض المجانية في النهاية إلى تحقيق أرباحٍ ماليةٍ للشركة.
  • قم بإنشاء عروضٍ ذات صلةٍ بكل مرحلةٍ من مراحل عملية الشراء على حدة، وسيكون من المفيد لك هنا أن تقوم بتقسيم قائمتك البريدية منذ البداية.
  • وجِّه عرضك باتجاه إعطاء حلٍّ لمشكلةٍ قد تعترض عملاءك المحتملين، وذلك من خلال تقديم معلوماتٍ واقعيةٍ تخلق حلاً قابلاً للتنفيذ.
  • تأكد من سهولة وصول المادة التي تقدمها إلى العملاء المحتملين، وكذلك سهولة ويُسر استخدامها من قِبَلهم، فمن الواضح مثلاً أن الكتب الإلكترونية والصور ومقاطع الفيديو هي أسهل للاستخدام من الملفات التي تحتوي نصوصاً برمجيةً مثلاً.
  • اجعل المحتوى المستقبلي في قمة أولوياتك، فمن أسوأ الأمور في هذا السياق أن يجذب العرض الرائع بعض العملاء الجدد ليفاجَؤوا بعد ذك بفقر المحتوى أو انخفاض قيمته يوماً بعد يوم، وهذا من أكثر العوامل التي تزعزع ثقة العملاء بك.
  • تعامل مع عوامل الجذب الخاصة بك كنقطة انطلاقٍ لإيصال العملاء إلى الحلول المدفوعة، ففائدة المحتوى المجاني هي في إثبات القيمة التي تستطيع الشركة تقديمها، لكن أهم ما في الأمر هو أن تؤدي العروض المجانية في النهاية إلى تحقيق أرباحٍ ماليةٍ للشركة.
  • قم بإنشاء عروضٍ ذات صلةٍ بكل مرحلةٍ من مراحل عملية الشراء على حدة، وسيكون من المفيد لك هنا أن تقوم بتقسيم قائمتك البريدية منذ البداية.

ثانياً: نماذج الاشتراك البريدي الاختيارية (opt-in forms)

تشكل نماذج الاشتراك الاختيارية أداةً رائعةً للحصول على معلوماتٍ مفيدةٍ حول عملائك المحتملين، إلى جانب إمكانية توزيع العملاء بسهولةٍ على مجموعةٍ من القوائم البريدية، كلٌّ حسب مجال اهتمامه. إن لهذه العملية أهميةً كبيرةً في بناء علاقةٍ متينةٍ بين الشركة وعملائها من خلال الاستمرار بتزويدهم بالموارد التي يحتاجونها ضمن مجال اهتمامهم. يقدم نموذج الاشتراك البريدي للعملاء المحتملين واحداً من أهم الانطباعات الأولى حول الشركة، وهذا ما يجعل من الضروري أن يتم إنشاؤه بطريقةٍ احترافية، وأن يكون ذا طابعٍ إيجابي.

حاول أن تراعي الأمور التالية في تصميم نماذج الاشتراك البريدي الخاصة بك:

  • أن يكون التصميم جذاباً مثيراً للقراء وذا عنوانٍ ملفتٍ للانتباه، وأن يحمل العلامة التجارية الخاصة بالشركة، وأن يُصاغ بطريقةٍ تحث الأشخاص على الاشتراك.
  • اجعل الارتباط وثيقاً بين تصميم النموذج والغرض الحقيقي منه، فهدفك يتمثل في إقناع الأشخاص بإدخال معلوماتهم، وليس أن تلجأ إلى خداعهم. إن ذلك يعني ضرورة أن تكون المعلومات الواردة في النموذج تمثل عرضك تمثيلاً صادقاً ودقيقاً.
  • اجعل النموذج ذا تصميمٍ بسيطٍ وابتعد تماماً عن التكلف والابتذال، فقد يكون هذا النموذج أول تفاعلٍ لك مع العميل المحتمل، وقد يؤدي نموذجٌ طويلٌ ومعقدٌ إلى نفور ذلك العميل. اطلب فقط المعلومات الأساسية التي تشمل الاسم الأول والبريد الإلكتروني.
  • قد تعتقد أن من المزعج للعملاء المحتلمين أن تقدم لهم نموذج التسجيل مرتين، ولكن دراسةً جادةً حول ذلك أكدت أن العملاء يفضلون تقديم النموذج مرتين بغرض التأكيد، بنسبةٍ تصل إلى حوالي 2.7 أضعاف ما يفضلون النموذج الوحيد ذا الصيغة الترحيبية.
  • تأكد من أن كل شيءٍ يعمل بشكلٍ صحيح، فبإمكانك مثلاً أن تختبر عمل النموذج كمستخدمٍ عادي قبل أن تقوم بإطلاقه، وتحقق من ذلك أكثر من مرةٍ للتأكد من عدم وجود أخطاءٍ في النموذج، كما يجب أن تتأكد من وجود صفحة الشكر، وأنَّ بالإمكان تسليم عرضك كما يعد النموذج.

كيف أرسل رسائل تسويقيةٍ عبر البريد الإلكتروني؟

إذا سارت الأمور على ما يرام، فستكون قد أنشأت قائمةً بريديةً قويةً تضم مجموعةً من المشتركين والعملاء المتوقعين الذين ينتظرون رسائلك الإلكترونية بصبر. لكن ذلك لا يعني أبداً أن بإمكانك البدء فوراً بإرسال رسائل تسويقيةٍ عبر البريد الإلكتروني، فمن المؤكد أنك لا ترغب بوصول رسائلك إلى مجلد الرسائل المزعجة، أو أسوأ من ذلك، أن يتم إدراج بريدك ضمن قائمة العناوين البريدية المحظورة.

في ما يلي بعض الأمور الهامة للغاية والتي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار قبل البدء باستخدام قائمةٍ بريديةٍ ثمينةٍ عملتَ بجدٍّ لبنائها:

  1. قم باختيار خدمةٍ مناسبةٍ للتسويق عبر البريد الإلكتروني.
  2. استخدم التلميحات الخاصة بالتسويق البريدي.
  3. قم بتجزئة قوائمك البريدية (E-mail segmentation) بدقةٍ وفقاً لفئات العملاء.
  4. قم بإضفاء طابعك الشخصي على رسائلك التسويقية الإلكترونية.
  5. قم باستخدام أسلوب أتمتة التسويق البريدي.
  6. استخدم القوالب الجاهزة الخاصة بالتسويق عبر البريد الإلكتروني.

أولاً: اختيار خدمةٍ مناسبةٍ للتسويق عبر البريد الإلكتروني

يُعد اللجوء إلى موفري خدمة التسويق عبر البريد الإلكتروني (ESP) بدايةً رائعةً إذا كنت تبحث عن أي مستوىً من الدعم أثناء عملية الإعداد للتسويق البريدي.

تتوفر بعض الأدوات البرمجية التي تخدمك في تحقيق أغراضك التسويقية عبر البريد الإلكتروني، ومن أمثلة ذلك الأداة HubSpot، التي تسمح لك بإنشاء رسائل إلكترونيةٍ تسويقيةٍ وتخصيصها وتحسينها بكفاءةٍ بحيث تبدو ذات تكوينٍ احترافي، وذلك دون اللجوء إلى مصممين أو تقنيين. في مراجعةٍ حديثةٍ مدعومةٍ بالبيانات من قِبَل Venture Harbour، تم تصنيف HubSpot كأفضل منصةٍ توفر التقارير والتحليلات الخاصة بالتسويق البريدي، وعموماً، تتيح لك HubSpot مجموعةً متنوعةً من الخدمات، من أفضلها HubSpot’s E-mail Marketing وهي أداةٌ يمكنك استخدامها مجاناً. من خلال بحثٍ سريعٍ ستجد أيضاً أنَّ هناك عدداً كبيراً من الخيارات الأخرى التي تستطيع استخدامها لمساعدتك في القيام بأفضل حملةٍ للتسويق عبر البريد الإلكتروني.

ثانياً: استخدام التلميحات الخاصة بالتسويق البريدي

عند قيامك بإرسال رسالةٍ إلكترونيةٍ إلى صديقٍ فقد لا يكون من المهم بالنسبة لك استخدام خانة (الموضوع) أو الاعتناء جيداً بتنسيق الكتابة وأسلوب العرض. يختلف الأمر كلياً عندما ترغب باللجوء إلى أسلوب التسويق عبر البريد الإلكتروني، فأدق تفاصيل الرسالة ستكون على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية هنا. إن أهمية وقت إرسال الرسالة لا تقل عن أهمية محتواها أو طبيعة المنصات التي يمكن أن تعمل عليها، وبما أن الهدف الرئيسي من إرسال الرسائل التسويقية هو توليد المزيد من العملاء المحتملين، فمن الطبيعي أن يكون إنشاء رسالةٍ تسويقيةٍ أكثر تعقيداً ودقةً من إنشاء رسالةٍ إلى صديق.

إليكم لمحة حول مكونات البريد الإلكتروني التسويقي الناجح:

الصياغة: يجب أن يكون نص بريدك الإلكتروني متوافقاً مع طبيعة النشاط الحقيقي للشركة وأن يلتزم موضوعاً واحداً فقط.

الصور: اختر صوراً جيدةً وواضحةً تعبر بشكلٍ ملفتٍ عن موضوع الرسالة ويسهل إظهارها على مختلف الأجهزة.

العناصر التفاعلية CTA (Call to Action): يجب أن تؤدي العبارة المستخدمة في العناصر التفاعلية إلى حث المستخدم على اتخاذ إجراء الضغط، على أن تكون تلك العناصر مرتبطةً فعلاً بالعرض الذي تريد تقديمه للعميل المحتمل.

التوقيت: تم إجراء دراسةٍ إحصائيةٍ شملت 20 مليون رسالة بريدٍ إلكتروني، تبين من خلالها أن أفضل يومٍ لإرسال الرسائل الإلكترونية هو يوم الثلاثاء، وأفضل وقتٍ هو الساعة 11 صباحاً.

الاستجابة: يتم فتح ما نسبته حوالي 55٪ من رسائل البريد الإلكتروني من خلال الهواتف الجوالة، وهذا ما يُبرز أهمية تصميم رسالة البريد الإلكتروني للعمل بالشكل الأمثل على المنصات المحمولة.

التخصيص: قم بكتابة كل رسالةٍ بريديةٍ كما لو كنت سترسلها إلى صديق. كن أنيقاً في الطرح وخاطب القارئ بنبرةٍ مألوفة ومريحة.

خانة الموضوع: استخدم خانة الموضوع لكتابة عبارةٍ واضحةٍ وجذابةٍ تتماشى مع الموضوع الحقيقي للرسالة.

ثالثاً: تقسيم القوائم البريدية إلى قوائم فرعية (e-mail segmentation)

تقوم هذه المرحلة على تقسيم قائمتك البريدية الضخمة إلى قوائم فرعيةٍ بناءً على السمات الشخصية لمشتركيك، والتي تحدد ميولهم ومجالات اهتماماتهم وتفضيلاتهم المختلفة. تذكر دائماً أن مشتركيك هم من البشر، وهذا ما يجعل من الضروري أن تعمل جاهداً لإرضاء أهوائهم ومقاربة رغباتهم، لذلك فإننا ننصحك بشدةٍ بالابتعاد عن الرسائل التسويقية البريدية ذات الطابع العام.

لماذا يتوجب عليَّ تقسيم قائمتي البريدية؟

إن ما يجعل تجزئة القوائم البريدية عمليةً في منتهى الأهمية هو أن عدم الاكتراث بها قد يفضي إلى إرسال رسائل بريديةٍ إلى جمهورٍ غير مناسبٍ قد يعتبرها رسائل مزعجة، وسيجعلك ذلك تخسر تدريجياً مشتركي قائمتك البريدية. يتمتع الأشخاص الذين يقومون بالتسجيل لتلقي رسائلك البريدية بمستوياتٍ مختلفةٍ من الاستعداد للتحول إلى عملاء حقيقيين (وهذا هو الهدف النهائي للتسويق)، فإذا أرسلتَ قسيمة حسوماتٍ على منتَجك إلى مشتركين لا يعرفون حتى كيفية التسجيل للحصول على ذلك المنتَج، فعلى الأرجح أنك ستخسرهم من قائمتك البريدية. ينتج هذا عن تجاوزك للمرحلة التي تُبنى فيها الثقة مع العملاء المحتملين.

يجب أن تتعامل الرسالة الإلكترونية مع المشتركين كبشرٍ أولاً وأخيراً، بدل التعامل معهم كمجرد مجموعةٍ من العملاء المحتملين الذين تحاول تجميعَهم ضمن قالبٍ واحدٍ يناسب الجميع.

كلما توخيت الدقة في تقسيم قائمتك، كلما زادت الثقة التي تبنيها مع العملاء المحتملين، وهذا ما يُسهِّل تحويلهم لاحقاً إلى عملاء حقيقيين. يضاف إلى ذلك أن رسائل البريد الإلكتروني الموجهة إلى الفئات الصحيحة تحقق ما يقارب 58٪ من إجمالي الإيرادات.

كيف يتم تقسيم القوائم البريدية؟

تتمثل أول خطوةٍ بإنشاء مجموعاتٍ متمايزةٍ من المحتوى الجاذب للمشتركين، وكذلك من نماذج الاشتراك، مما يساعد على تقسيم مشتركي بريدك الإلكتروني تلقائياً إلى مجموعاتٍ ذات اهتماماتٍ متباينة. تتيح لك منصات التسويق البريدي أيضاً تقسيمَ قائمتك البريدية عن طريق سلوك المستخدم وبيانات الاتصال الخاصة به، مما يسمح بإرسال الرسائل الإلكترونية الصحيحة إلى الأشخاص المناسبين.

في ما يلي بعض النقاط التي يمكنك تقسيم قائمتك البريدية وفقاً لها:

  1. الموقع الجغرافي
  2. الفئة العمرية
  3. مجال الاهتمام
  4. مجال الاختصاص
  5. طبيعة تفاعل المستخدم سابقاً مع علامتك التجارية
  6. اللغة الأم للمستخدم
  7. مراحل عملية الشراء

في الواقع، يمكنك تقسيم قائمتك بالطريقة التي تريدها، ولكن تأكد دائماً من إرسال الرسائل الإلكترونية إلى الجمهور المهتم بها فقط دون سواه.

رابعاً: إضفاء الطابع الشخصي على أسلوب التسويق البريدي

في هذه المرحلة، وبعد أن تكون قد تعرفت على جمهورك ومجالات اهتمامه، سيكون من الجيد أن ترسل إليهم رسائل البريد الإلكتروني التي تحمل لمساتك الخاصة. ستتحدث غالباً إلى أكثر من مائة عميلٍ في آنٍ واحد، لكن هذه الحقيقة لا تهم أياً من أولئك العملاء. إن تخصيص رسائل البريد الإلكتروني سيجعلها تبدو وكأنها مُرسلةٌ إلى شخصٍ بعينه وليس إلى مجموعةٍ من الأشخاص.

تتمتع رسائل البريد الإلكتروني المخصصة بمعدلات فتحٍ أعلى بحوالي 26 ٪ ومعدلات نقرٍ أعلى بحوالي 14 ٪ من نظيراتها غير المخصصة، وتسمح لك برمجيات التسويق البريدية بإضفاء لمساتٍ من التخصيص على رسائلك، لذلك، ليس لديك أي عذرٍ في جعل رسائلك عامةً لا تحمل شيئاً من التخصيص الذي يسعد العملاء الفعليين والمحتملين.

إليكم بعض الطرق الفعالة لتخصيص الرسائل الإلكترونية:

  1. أضف حقلاً لاسمك الأول في سطر الموضوع أو التحية.
  2. قم بتضمين معلوماتٍ خاصةٍ بالمنطقة الجغرافية عند الحاجة.
  3. أرسل محتوىً يلائم المرحلة العمرية للعميل المحتمل.
  4. أرسل فقط رسائل البريد الإلكتروني التي تتعلق بالتفاعل الأخير الذي قام به العميل المحتمل مع علامتك التجارية.
  5. اكتب عن الأحداث ذات الصلة بالعملاء، كالأعياد والمناسبات الخاصة بالمنطقة الهدف.
  6. قم بإنهاء رسائل البريد الإلكتروني بتوقيعٍ شخصيٍّ باسمك وليس باسم شركتك.
  7. استخدم عبارةً تحث المستخدم على اتخاذ إجراءٍ للحصول على عرضٍ يهمه.

خامساً: استخدام أسلوب أتمتة التسويق البريدي

تحقق أتمتة التسويق البريدي استخداماً أمثل للقوائم البريدية، فحالما تنتهي من تجهيز قوائمك المقسمة على أساس توجهات العملاء، يمكنك باستخدام أتمتة البريد الإلكتروني أن ترسل رسائل موجهةً بدقةٍ إلى مجموعات جمهورك المختلفة. توجد طريقتان للقيام بذلك هما:

المجيبات الآلية (Autoresponders)

المجيب الآلي هو عبارةٌ عن سلسلةٍ من رسائل البريد الإلكتروني يتم إرسالها تلقائياً بمجرد قيام المستخدم بتنفيذ إجراءٍ ما، كتنزيل كتابك الإلكتروني أو الاشتراك في استبيانٍ على موقع شركتك. قم باتباع نفس الإرشادات المذكورة أعلاه لكتابة رسائل المجيب الآلي، وذلك كي تضمن أنَّ رسائلك ستعجب جمهور المستخدمين وستحقق لهم المتعة والفائدة.

إن أفضل مزايا الرد الآلي تتمثل في إمكانية ضبطه بالشكل الأمثل ثم نسيانه، وسيقوم تلقائياً بإرسال كل رسالةٍ جديدةٍ إلى مجموعة المستخدمين المسجلين لديك حسب قوائمهم الفرعية.

المخططات التدفقية البريدية (E-mail Workflows)

تقوم المخططات التدفقية البريدية بإعطاء مزايا تتفوق حتى على تلك التي يقدمها المجيب الآلي. يمكنك أن تتصور المخطط التدفقي كشجرةٍ من الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها بكلمتي “نعم” و “لا”، وسيقوم المخطط التدفقي تلقائياً باتخاذ الإجراءات المناسبة بناءً على إجابات المستخدم.

إن الأدوات البرمجية المتوفرة حالياً في مجال المخططات التدفقية هي من الذكاء بحيث يمكنها معرفة ما إذا كان المستخدم قد فتح الرسالة الإلكترونية أو قام بتحميل العرض التسويقي، وبذلك يمكنها أن تقوم فوراً بإطلاق سلسلةٍ من الإجراءات بناءً على تفاعل المستخدم. يعني هذا أن بإمكان المخطط التدفقي أن ينقل الزبون تلقائياً من مرحلةٍ إلى أخرى عبر سلسلة مراحل العملية التسويقية، وكل ذلك دون أن تكون أنت على علمٍ بما يحدث.

يتبين لنا مما سبق بأن المخطط التدفقي أكثر ذكاءً من المجيب الآلي، حيث يستطيع تغيير مسار التواصل مع العميل المحتمل بناءً على ما يحقق الفائدة الحقيقية لذلك العميل، ولك أن تتخيل فائدة ذلك للشركة من الناحية التجارية.

يوضح المثال التالي الفرق ما بين المخطط التدفقي والمجيب الآلي:

إذا أردتَ إرسال رسالةٍ إلى المشتركين الجدد تتضمن عرضاً تسويقياً، فستعرف أداة المخطط التدفقي كيفية إرسال الرسالة التالية إلى المشترك بالشكل الصحيح وفي الوقت المناسب، وذلك بناءً على أسلوب المستخدم في التفاعل مع الرسالة. أما في حال استخدام المجيب الآلي فإنه سيقوم بإرسال رسائل إلكترونيةٍ إلى المستخدم بفواصل زمنيةٍ ثابتةٍ وبغض النظر عن الإجرائيات التي يتخذها المستخدم.

هل يشكل ذلك فرقاً؟

بكل تأكيد، فإرسال رسائل البريد الإلكتروني في وقتٍ غير مناسبٍ ستكون له تَبِعاتٌ سلبيةٌ على العملية التسويقية برُمَّتها، حيث تبين الإحصائيات أن معظم الشركات تحقق زيادةً في الإيرادات بنسبةٍ تقارب 20٪ عندما تقوم بإرسال رسائل البريد الإلكتروني بشكلٍ يتناسب مع طبيعة كل مرحلةٍ من مراحل العملية التسويقية.

سادساً: استخدام القوالب الجاهزة الخاصة بالتسويق البريدي

تُعد قوالب التسويق عبر البريد الإلكتروني – كتلك الموجودة في HubSpot– مورداً رائعاً آخر لمساعدتك في التسويق البريدي. توفر القوالب الكثير من الوقت، حيث تأخذ على عاتقها صياغة رسائلك البريدية من حيث التصميم الشكلي والتقني، وستجد أن ذلك مفيدٌ لك جداً، خصوصاً إن لم تكن من المصممين أو المطورين. تمنحك القوالب الجاهزة أيضاً قوةً تسويقيةً كبيرةً قد لا تتوفر إلا لدى ذوي الخبرة الكبيرة من المسوقين.

تحذير: لدى بحثك في القوالب البريدية الجاهزة المناسبة لك، تأكد من اختيار القوالب التي أثبتت فعاليتها. تأتي القوالب عالية الجودة عادةً من أكثر مزودي خدمة البريد الإلكتروني شهرةً، حيث يكون مزودو الخدمة قد اختاروها من بين آلاف البدائل الأخرى، لذلك يفَضل هنا أن تلتزم الجانب الاحترافي.

ماهي القوانين المنظمة للبريد الإلكتروني؟

هناك بعض اللوائح والتنظيمات الخاصة بالبريد الإلكتروني والتي يجب أن تكون على درايةٍ بها عند صياغة رسائلك التسويقية البريدية. تعمل قوانين تنظيم البريد الإلكتروني على تحقيق رغبات المستخدمين في معرفة كيفية استخدام معلوماتهم الخاصة، ومن الطبيعي أن أي شركةٍ تعمل بشكلٍّ شرعيٍّ سيكون من دواعي سرورها أن تتطابق رسائلها البريدية مع معايير تنظيم البريد الإلكتروني، فالهدف الأول والأخير لأي شركةٍ تجاريةٍ هو إرضاء العملاء الفعليين وجذب العملاء المحتملين.

التوافق مع معايير CAN-SPAM

من الناحية التقنية، يشير مصطلح CAN-SPAM إلى مجموعةٍ من المعايير المستخدمة للسيطرة على الرسائل الإلكترونية السيئة التي تحمل مواد إباحيةً وتسويقيةً غير مرغوبةٍ بالنسبة لمشتركي خدمة البريد الإلكتروني. من الناحية العملية، هي طريقةٌ لحماية حق المشتركين في تلقي رسائل البريد الإلكتروني المرغوبة، وتلك التي طلبوها فعلياً من المواقع.

لقد تم سن القانون ووُضِع قيد التنفيذ خلال عام 2003، وطُبِّق على جميع رسائل البريد الإلكتروني المستخدمة لأغراضٍ تجارية.

بعض النقاط الواجب مراعاتها لكي تتوافق رسائلكم الإلكترونية مع معايير CAN-SPAM:

  1. قم بإدراج اسم شركتك وعنوانها في جميع رسائلك الإلكترونية.
  2. استخدم روابط مرئيةً ضمن الرسائل الإلكترونية تُمكِّن المستخدم من إلغاء التسجيل في القائمة البريدية.
  3. استخدم عناوين بريدٍ حقيقيةً في خانتَي (From) و (Reply to).
  4. اكتب في خانة (Subject) جملةً أو كلماتٍ تشير إلى محتوى الرسالة.
  5. التوافق مع معايير GDPR

قد ينظر البعض إلى لوائح البريد الإلكتروني المطبقة حديثاً على أنها مرهقةٌ وغير ضرورية، لكن الحقيقة أن التزامك بمعايير اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) يجعلك أقدر على بناء علاقةٍ موثوقةٍ وطويلة الأمد مع العملاء.

تقوم معايير (GDPR) في جوهرها على منح عملائك حق اختيار الرسائل الإلكترونية التي ستصلهم، فإن كانوا قد اختاروا فعلاً وصول رسائلك، فمن المؤكد أنهم يريدون سماع فكرتك التسويقية، وهذا هو الهدف الرئيسي للتسويق.

هناك شيءٌ مهمٌ يجب الانتباه إليه حول معايير (GDPR)، وهو أنها تنطبق فقط على الشركات التي تعمل في دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك الشركات التي تسوق لنفسها في تلك الدول. يُشار هنا إلى أن التوافق مع (GDPR) هو من أساسيات عمل منصة HubSpot. إن عدم الالتزام بمعايير (GDPR) يؤدي عادةً إلى غراماتٍ كبيرةٍ مقابل تحقيق أهدافٍ تسويقيةٍ قد لا تستحق كل تلك المخاطرة، لذلك ننصحك بقراءة الإرشادات التالية بالكامل والالتزام بها بدقة:

  1.  استخدم لغةً صريحةً وواضحةً عند طلب الموافقة على تخزين المعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدم.
  2. اجمع فقط عناوين البريد الإلكتروني المرتبطة بمجال نشاطك.
  3. قم بتخزين بيانات الاتصال بطريقةٍ آمنةٍ واستخدمها فقط للغرض المتفق عليه.
  4. احتفظ بالبيانات لأغراضٍ تجاريةٍ مبررة.
  5. قم بحذف بيانات الاتصال عندما يرغب العميل بذلك.
  6. قم بتسهيل عمليتي إلغاء الاشتراك وتحديث التفضيلات، فقد يرغب العميل بذلك.
  7. الامتثال الفوري لطلب العميل في حال رغب بالوصول إلى بياناته.
  8. الاحتفاظ بسجلات الشركة لإثبات التوافق مع معايير GDPR.

إن هذه الأمور تؤخذ على محمل الجد لدى تطبيق معايير GDPR، لذلك يُفضل أن تضع استراتيجيةً واضحةً للتوافق مع تلك المعايير قبل الشروع بإرسال رسائلك الإلكترونية إلى العملاء.

تجنُّب فلاتر الرسائل المزعجة (Spam)

سيكون من المحبط جداً أن تنتهي رسائلك في صندوق الرسائل المزعجة (Spam) لدى عملائك، وذلك بعد أن تكون قد قضيت وقتاً طويلاً وبذلت جهداً كبيراً في إنشاء تلك الرسائل بالشكل اللائق والمتوافق مع تشريعات البريد الإلكتروني.

تتمثل أبرز سلبيات وصول الرسائل إلى صندوق Spam بما يلي:

  • يضر بمدى موثوقيتك لدى المستخدمين.
  • من المحتمل أن تمر جميع رسائلك دون أن يدري بها أحدٌ من مشتركي قائمتك البريدية.
  • لن تكون قادراً على قياس فعالية التسويق عبر البريد الإلكتروني بدقة.
  • جميع تحليلاتك التجارية ستكون بعيدةً عن الصواب.

يمكنك تجنب الوقوع في مشكلة وصول الرسائل إلى صندوق Spam من خلال النقاط التالية:

  1. حاول أن تكون ضمن القوائم البيضاء (White lists)

إن القائمة البيضاء هي عكس القائمة السوداء، فهي قائمةٌ تشتمل المرسِلين الموثوقين بالنسبة لمشترك البريد الإلكتروني. إن أسهل طريقةٍ لتحقيق ذلك هي من خلال جعل مشتركيك يضيفون عنوانك البريدي إلى دليل العناوين البريدية الخاصة بهم. يمكنك وضع توجيهاتٍ لعمل ذلك ضمن رسالتك البريدية الترحيبية.

  • صياغة الرسالة بطريقةٍ لا تثير الشكوك

تجنب استخدام الكلمات المكتوبة بالكاملة بأحرفٍ استهلالية، وكذلك تجنب استخدام علامات التعجب المتعددة، والكلمات المميِّزة للرسائل العشوائية Spam، من قَبيل “اشتراك” و “انقر أدناه” و “اطلب الآن”، وهي تعابير يسهل اكتشافها وتمييزها من قِبَل مزودات خدمة الإنترنت (ISPs).

  • استخدام مزود خدمة بريدٍ إلكترونيٍّ موثوق

تؤثر سمعة مزود خدمة البريد الإلكتروني الخاص بك على مدى موثوقيتك لدى المستخدمين، لذلك يفضل أن تلتزم بالخدمات البريدية التي توفرها شركاتٌ راسخةٌ ومعروفة.

  • طلب الاشتراك المزدوج

بعد أن يشترك شخصٌ ما في قائمة بريدك الإلكتروني، أرسل إليه رسالةً إلكترونيةً تطلب منه فيها تأكيد الاشتراك، وهذا سيضمن أن المشترك الجديد مهتمٌ حقاً برسائلك الإلكترونية، ومن المرجح أن ذلك المشترك سيكون من بين المشتركين الأكثر تفاعلاً.

وأخيراً وليس آخراً، عليك أن تستمر بقياس مدى نجاح جهودك التسويقية عبر البريد الإلكتروني. باستمرار.

كيف أحلل نتائج التسويق عبر البريد الإلكتروني؟

إذا فكرت بإجراء تحليلاتٍ لعملية التسويق عبر البريد الإلكتروني، فستكون قد بدأت فعلاً باتخاذ الطريق الصحيح في سبيل النجاح، فتحليل كفاءة العملية سيجعلك قادراً على اتخاذ قراراتٍ أفضل تؤثر بشكلٍ إيجابيٍّ على المحصلة النهائية لعملك، وستكون لذلك نتائج رائعةٌ لدى المشتركين والعملاء المحتملين. هناك عددٌ من الطرق التي يمكنك الاختيار من بينها عندما يتعلق الأمر بتحليلات التسويق عبر البريد الإلكتروني، وفي ما يلي سردٌ لأفضل تلك الطرق:

التقييم باستخدام الاختبارات بطريقة A/B:

إن من الخطأ التعامل مع جميع القوائم البريدية على قدم المساواة، فبعض الجمهور يفضل وجود قَدْرٍ من التخصيص في الرسائل، في حين يفضل آخرون الرسائل ذات الطابع العام، ويميلون إلى الاعتقاد بأن الرسائل المخصصة هي من النوع المخادع (Spam). كذلك يفضل البعض وجود أزرارٍ كبيرةٍ وواضحةٍ من النوع الملفت للنظر والذي يشجع المستخدم على الضغط للانتقال إلى المرحلة التالية، بينما يحبذ آخرون الروابط من النوع CTA التي تتخذ شكلاً أكثر احترافية.

ليس بالإمكان أبداً أن تُكوِّن فكرةً دقيقةً حول طبيعة الأشخاص الذين يشكلون قائمتك البريدية ما لم تقم بإجراء اختبارٍ لبعض المتغيرات في رسائلك. هنا يأتي دور الاختبارات من النوع A/B، وهي طريقةٌ لمعرفة نوع الرسائل الإلكترونية التي تحقق أفضل أداءٍ لدى جمهورك، وذلك من خلال تحليل نتائج الرسالة A مقابل نتائج الرسالة B.

إليكم العملية خطوةً بخطوةٍ لاختبار رسائل البريد الإلكتروني بأسلوب اختبارات A/B:

  1. حدد متغيراً واحداً للاختبار في كل مرة، فاختبار أكثر من متغيرٍ في آنٍ واحدٍ سيُفضي حكماً إلى الوقوع في أخطاءٍ في تقدير أثر كلٍّ من المتغيرات المختبرة.
  2. قم بإنشاء نسختين من الرسالة الإلكترونية، إحداهما تحتوي المتغير والأخرى بدونه.
  3. قم بإرسال الإصدارات المختلفة في نفس الوقت ولفترةٍ من الزمن، مما يزيد من دقة التقييم.
  4. قم بتحليل نتائج الاختبار واحتفظ فقط بالإصدار الأفضل أداءً.
  5. ضع متغيراً جديداً تحت الاختبار في كل مرةٍ وكرر الخطوات السابقة.

ستجد لدى معظم مزودي خدمة البريد الإلكتروني اختباراً من النوع A/B مدمجاً في برنامجهم البريدي، مما يسهل عليك مقارنة نتائج البريد الإلكتروني دون كثيرٍ من العمل اليدوي.

التقييم باستخدام مؤشرات KPI

هناك أربعة مؤشراتٍ أساسيةٍ يجب الانتباه إليها عند تقييم فعالية حملة التسويق عبر البريد الإلكتروني، وهي كما يلي:

  1. مؤشر Deliverability: يقيس معدل وصول رسائلك الإلكترونية إلى صندوق البريد الوارد لدى المشتركين المقصودين.
  2. مؤشر Open rate: يعبر عن النسبة المئوية للأشخاص الذين يفتحون بريدك الإلكتروني بمجرد وصوله إلى صندوق الوارد الخاص بهم.
  3. مؤشر Clickthrough rate (CTR): يسمى (مؤشر نسبة النقر إلى الظهور)، وهو يعبر عن النسبة المئوية للأشخاص الذين ينقرون على الروابط من النوع CTA في رسائلك البريدية.
  4. مؤشر Unsubscribes: يعبر عن عدد الأشخاص الذين انسحبوا من قائمتك البريدية بمجرد تلقي رسالتك الإلكترونية.

تحسين مؤشرات الأداء الرئيسية (KPI)

يمكن تحسين مؤشرات الأداء الرئيسية KPI من خلال ضبط بعض المتغيرات، ومن المؤكد أن الأمر قد يستغرق منك الكثير من التجارب والتخمينات كي تعرف أي التعديلات ستؤدي إلى أكبر التغييرات. إذا لم تحصل على النتائج المرجوة، حاول مراراً ضبط المتغيرات حتى تصل إلى النتائج التي تقارب تصوراتك وأهدافك.

تحسين مؤشر معدلات التسليم (Deliverability)

  • تأكد من اتباع أفضل الممارسات المتعلقة بتجنب فلاتر تصفية البريد العشوائي.
  • قم وبشكلٍ دوريٍّ بإزالة الأشخاص غير النشطين من قائمتك البريدية.
  • تحقق من العناوين البريدية التي لا يمكن تقديم الخدمة لأصحابها لسببٍ دائم، وقم بإزالة تلك العناوين من قائمتك.

تحسين مؤشر معدل فتح البريد الإلكتروني (Open Rate)

  • يمكنك اللعب على وتر اللغة ضمن خانة الموضوع بالشكل الذي يغري الناس للنقر على رسالتك الإلكترونية.
  • اضبط الوقت واليوم اللذين ترسل خلالهما رسائلك الإلكترونية، وقم باستخدام النتائج لتحديد أفضل مواعيد إرسال الرسائل.

تحسين مؤشر نسبة النقر إلى الظهور (Click Through Rate – CTR)

  • قم بتقييم عرضك للتأكد من أنه يوفر قيمةً حقيقيةً لمشتركي قوائمك المقسمة.
  • أعد صياغة رسالتك للتأكد من وضوح ما تريد من المستخدم أن يفعله.
  • قم بتجربة عناصر CTA مختلفة لكي تعرف أكثرَها أثراً في الحث على اتخاذ المستخدم للإجراء المطلوب.

تحسين مؤشر إلغاء الاشتراكات (Unsubscribes)

  • ضع في اعتبارك أن إلغاء المستخدم لاشتراكه في قائمتك البريدية قد يكون في بعض الأحيان ذا فائدةٍ عظيمة، فهذه العملية تنطوي على انسحاب تلقائيٍّ للمشتركين غير الضروريين بالنسبة لك.
  • قم بتقييم ما إذا كانت رسائلك الإلكترونية تتماشى مع طبيعة علامتك التجارية.
  • تأكد من أنك لم تقم بنوعٍ من التضليل للمستخدمين من خلال الوعد بشيءٍ وتقديم شيءٍ آخر.
  • تأكد من أن رسائلك الإلكترونية تقدم قيمةً لجمهورك قبل محاولة البيع لهم.

كلمة أخيرة

رغم وجود الكثير من القواعد لإرسال رسائل التسويق الإلكترونية، إلا أن أهم تلك القواعد هو وجوب أن تعامل مشتركيك كبشرٍ لا أرقاماً أو مصدراً للمال. يمكنك تحقيق جميع أهداف التسويق عبر البريد الإلكتروني إذا حافظت على هذه القاعدة الذهبية في مقدمة اهتماماتك حين تقوم بتصميم رسائل مجيبٍ آليٍّ، أو نموذج اشتراكٍ، أو عامل جذب، أو أي عنصرٍ آخر من عناصر البريد الإلكتروني التسويقي.

تذكر دائماً أن مشتركي قائمتك البريدية يريدون أن يستلموا رسائلك وأن يتواصلوا معك، فكن مصدراً حقيقياً ولا تلجأ أبداً إلى المراوغة، وستضمن بذلك أن يفتح المشتركون رسائلك كما يفتحون رسائل صديقٍ حقيقي.

لزيادة المعرفة بالتسويق الرقمي، يمكنك الاستزادة من هذا المقال التفصيلي عن الدليل المبسّط لفهم التسويق الرقمي، كما يمكن الاطلاع على مقال طرق الربح من الإنترنت لكي تعدد مصادر الدخل في مجالات أخرى.


الصورة الرئيسية من: Pixabay.com

المصادر الرئيسة: hubspot.com