بدأت قصة محركات البحث مع البرنامج الشبكي القديم Archie، الذي يُعتبر أول محرك بحثٍ في التاريخ، ويعود إصداره إلى سبتمبر من عام 1990، وقد شكَّل في ذلك الوقت ثورةً تقنيةً في مجتمع الإنترنت الصغير الذي كان يقتصر تقريباً على الجامعات ومراكز الأبحاث وشركات الاتصال وبعض الهيئات الرسمية. يتوفر اليوم على الشبكة العنكبوتية عددٌ كبيرٌ من محركات البحث، إلا أن محركي البحث Google و Bing يستحوذان على الحصة السوقية الأكبر بين محركات البحث.

ما هو محرك البحث؟

هو برنامجٌ شبكيٌ عالي التقنية تمتلكه عادةً شركةٌ رائدةٌ في مجال خدمات الإنترنت، ويتيح للمستخدم إمكانية إيجاد المحتوى عبر الشبكة العالمية، سواءٌ أكان نصوصاً أو ملفات صوتٍ أو فيديو أو غيرها، وذلك من خلال إدخال كلماتٍ أو عباراتٍ مفتاحيةٍ تتعلق بموضوع المحتوى المطلوب، ليحصل المستخدم على قائمةٍ بالروابط التي توصله إلى غايته بمجرد النقر على أحدها.

يجب أن نعلم بأنّه لا يمكن العثور بشكل اعتياديّ على أي صفحة أو موقع أو مدوّنة ننشئها على شبكة الإنترنت ما لم يتمّ أرشفتها وتخزينها عند محرّكات البحث. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني بأنّه مهما كان المحتوى الذي تضعه في هذه الصفحات مهمّاً وشيّقاً لن يستطيع أحد أن يعثر عليه عند البحث مالم تقم أنت بإخبار محّركات البحث بوجود هذه الصفحات، أو بأن تقوم أدوات البحث والأرشفة التلقائية لدى تلك المحرّكات بالعثور على هذه الصفحات خلال جولاتها اليوميّة.

يجب أن نعلم بأنّ محركات البحث هي عبارة عن مساحات ضخمة من المخدّمات تحتوي على مليارات المواقع والصفحات ذات محتوى ولغات مختلفة، ومعلومات منها الدقيقة، ومنها التي لا يمتّ للحقيقة بصلةٍ، لذلك فإنّ مهمّة محرّكات البحث هي فعلاً شاقّةٌ لانتقاء تلك الصفحات التي سوف تظهرها لمن يبحث عن معلومة معيّنة وينظر بأن يحصل على النتيجة الأفضل لبحثه وبأسرع وقت ممكن وضمن الصفحة الأولى أو النتيجة الأولى في هذه الصفحة.

يبدو الكلام بديهيّاً للوهلة الأولى، ولكن يجب أن تعلم بأنّك تتعامل مع روبوتات تحتاج إلى مساعدة منك حتى تستطيع أن تخدمك بالشكل الأفضل.

لكنّ السؤال الذي يمكن أن يخطر ببال أي أحد، أنّه، بما أنّ أدوات البحث والأرشفة لدى محركات البحث سوف تعثر على هذا المحتوى في نهاية الأمر، فلماذا القلق إذاً، ولماذا يجب أن أخبرها بالمحتوى الذي أنشأته؟


الجواب ببساطة ينقسم إلى شقين رئيسيين، الأول هو؛ بأنّك تسرّع من عملية أرشفة صفحتك لدى محركات البحث، والذي يعطيك فرصة للظهور قبل منافسيك، وخصوصاً في المجالات التي تحتاج للظهور مباشرةً، كالأخبار على سبيل المثال، فهنا تحتاج لإخبار محرّك البحث بأنك قد أضفت محتوىً جديداً، وتطلب منه أن يؤرشفه لديه حتى يظهره عند البحث عن ذلك العنوان. أمّا الشقّ الثاني فهو؛ تسهيل وتنظيم عملية الأرشفة والتخزين لدى محركات البحث، إذ أنّ إضافة خريطة موقعك وتحديثها بشكل مستمرّ، يسهّل على أدوات البحث والأرشفة التلقائية بأن تفهم هيكلية الموقع، والصفحات المرغوب بتخزينها وأرشفتها، كما يمكنك باستخدام ملفّ خاص بأدوات البحث هذه أن تحجب صفحات لا ترغب بأرشفتها وتخزينها لأسباب تتعلق بالخصوصية وغيرها.

تصنيف محركات البحث:

رغم أن جميع محركات البحث تتشابه من ناحية الهدف منها، وهو تسهيل وصول المستخدم إلى ما يلزمه من معلومات، إلا أنها تختلف عن بعضها من عدة نواحٍ، بما في ذلك طريقة العمل، ودرجة الحفاظ على خصوصية المستخدم، وقد يكون هذان أكثر المعايير أهميةً في تصنيف محركات البحث.

تصنيف محركات البحث تبعاً لطريقة عملها:

أولاً: محركات بحثٍ تعتمد تقنية الفهرسة التلقائية أو الزحف:

يعتمد هذا النوع من محركات البحث على برنامج مسحٍ ضخمٍ يسمى المفهرس التلقائي (Crawler)، أو الروبوت (Bot)، أو العنكبوت (Spider). يستمد برنامج المسح هذا الوصفَ من كونِه يقوم بعمل مسحٍ ضخمٍ لجميع مواقع وصفحات الإنترنت في ما يشبه عملية الزحف أو المفهرس التلقائي.

من أهم محركات البحث التي تعتمد تقنية الفهرسة التلقائية:

Google – Bing – Yahoo! – Baidu – Yandex.

تعمل محركات البحث هذه وفق أربع خطواتٍ رئيسةٍ هي:

  • الفهرسة التلقائية أو الزحف (Crawling):

يقوم برنامج المفهرس التلقائي بعمل مسحٍ شاملٍ لصفحات الوِب المتوفرة، حيث يزور جميع الصفحات على شبكة الإنترنت لجمع معلوماتٍ حولها وحول طبيعة المحتوى المنشور فيها. تستغرق هذه العملية مدةً طويلةً قد تصل إلى بضعة أيام، وهي مدةٌ تختلف باختلاف محرك البحث. إن هذا هو السبب الذي يجعل بعض صفحات الوِب المحذوفة تظهر في نتائج البحث، حيث يكون الحذف قد تم بعد مرور الزاحف بالصفحة وقبل عودته إليها في عملية فهرسة تلقائية جديدة.

  • الفهرسة (Indexing):

هذه الخطوة تلي عملية الفهرسة التلقائية، حيث يتم تحديد الكلمات والعبارات التي ترتبط بهوية الصفحات الممسوحة، مما يسمح لمحرك البحث بفهرسة الصفحات ضمن فهرسٍ ضخمٍ يحتوي جميع المواضيع المتوفرة على الشبكة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن عدم فهم برنامج المفهرس التلقائي لمحتوى الصفحة سيجعل ترتيبها منخفضاً ضمن نتائج البحث، مما يُبرِز أهمية قيام مصممي الصفحات بعملية أمثَلة الصفحات بالنسبة لمحركات البحث (Search Engine Optimization)، أو ما يسمى اختصاراً SEO.

  • حساب الصلة بالسياق (Calculating the relevance):

تتم هذه المرحلة لدى قيام المستخدم بإجراء عملية بحث، حيث يقوم محرك البحث بمقارنة سلسلة حروف كلمة أو عبارة البحث مع ما يتوفر في الفهرس من سلاسل محرفيةٍ حتى يصل إلى السلسلة المطابقة أو الأكثر قرباً من عبارة البحث، وبذلك يصل محرك البحث إلى جدول الصفحات الأكثر ارتباطاً بموضوع البحث.

  • استخراج النتائج (Retrieving results):

يقوم محرك البحث بترتيب نتائج البحث من الأكثر أهميةً إلى الأقل أهميةً، ثم عرضها على المستخدم بشكل قائمةٍ من النتائج، وبذلك يُسهِّل على المستخدم الوصولَ إلى الصفحات الأكثر ارتباطاً بموضوع بحثه.

ثانياً: محركات بحث الدلائل التي تعتمد على الطاقة البشرية:

تسمى أيضاً (نظام الدليل المفتوح)، وهي تعتمد على البحث في توصيفات الصفحات، والتي يتم تبييتها يدوياً ضمن مكانٍ خاصٍّ من الصفحة من قِبَل مصممها أو مالكها. تقوم محركات البحث هذه بمطابقة الكلمات الرئيسية التي يُدخلها المستخدم في مربع البحث مع توصيف المواقع أو الصفحات، وهذا يعني أن التغييرات التي تُجرى على محتوى الصفحات لا تؤخذ بعين الاعتبار من قِبَل محرك البحث. قد يظن البعض للوهلة الأولى أن اعتماد هذا الأسلوب يجعل محرك البحث ضعيفاً وغير جديرٍ بالاعتماد عليه لأنه يعود على المستخدم بنتائج أقل لعملية البحث، لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فمحرك البحث هنا يقدم للمستخدم نتائج بحثٍ أقل عدداً ولكنها أكثر ارتباطاً بموضوع البحث، وبذلك يوفر محرك البحث على المستخدم الكثير من الوقت والجهد في إيجاد المعلومات التي يحتاجها.

من أمثلة محركات بحث الدلائل: ApexKB، ChaCha، Mahalo، NowNow، Sproose.

إن جميع محركات البحث المذكورة ظهرت بعد عام 2004، وخرج معظمُها من العمل خلال أقل من عشر سنوات، وعموماً، فقد اختفت تقريباً محركات البحث التي تقتصر في عملها على البحث في الدلائل المُدخَلة يدوياً.

ثالثاً: محركات البحث الهجينة:

تقوم محركات البحث الهجينة باستخدام مزيجٍ من الأسلوبَين السابقَين، حيث توظِّف برامج ضخمةً للفهرسة التلقائية على صفحات مواقع الإنترنت، بالإضافة إلى قيام محرك البحث بالتدقيق في التوصيفات المُدخلة يدوياً للصفحات. من الجدير بالذكر أن معظم محركات البحث الحالية تميل للتحول إلى الأسلوب الهجين، ويعد محرك البحث Google ومحرك البحث Yahoo! من أشهر محركات البحث التي تعمل بالأسلوب الهجين.

رابعاً: محركات البحث الوصفية:

يقوم محرك البحث الوصفي (metasearch engine) بإرسال استعلامات المستخدم إلى العديد من محركات البحث الأخرى وقواعد البيانات، ثم يقوم بتجميع نتائج البحث الواردة من مختلف محركات البحث، ليعرضها على المستخدم ضمن قائمةٍ واحدةٍ. تقوم محركات البحث الوصفية على فرضيةٍ مفادها أن الإنترنت أكبر بكثيرٍ من أن تتم فهرسة محتوياتها من قِبَل محرك بحثٍ واحد.

من الفوائد التي تحققها محركات البحث الوصفية:

  1. تسمح للمستخدم بالبحث في عدة محركات بحثٍ في آنٍ واحدٍ من خلال إدخال الجملة المطلوبة للبحث مرةً واحدةً فقط.
  2. تعطي نتائج أكثر شمولاً مما تعطيه محركات البحث التي تستخدم أساليب البحث التقليدية.
  3. يمكن من خلالها تجاوز عيوب كل محرك بحثٍ على حدة، مما يعطي للمستخدم نتائج أكثر دقة.

من أشهر محركات البحث الوصفية: محرك البحث Metacrawler ومحرك البحث Dogpile ومحرك البحثExcite.

تصنيف محركات البحث تبعاً لدرجة الأمان والحفاظ على خصوصية المستخدم:

تقوم معظم محركات البحث المشهورة – وعلى رأسها Google – بجمع الكثير من البيانات حول نشاطات المستخدمين على الشبكة، وتستخدم هذه البيانات لتحسين نتائج بحث المستخدم وتزويده ببعض الروابط الدعائية التي ترتبط بمجالات اهتمامه. هذا الوضع قد لا يُرضي الكثير من المستخدمين الذين يميلون إلى الحفاظ على خصوصيتهم وأمنهم المعلوماتي، وهؤلاء يمكنهم أن يجدوا ضالتهم لدى بعض محركات البحث البديلة التي تحافظ على خصوصية المستخدمين ولا تتابع تحركاتهم على الشبكة.

أبرز محركات البحث التي تحافظ على خصوصية المستخدمين:

محرك البحث الهولندي – Startpage
محرك البحث الأميركي – DuckDuckGo
محرك البحث مفتوح المصدر – searX
محرك البحث الفرنسي – Qwant
محرك البحث السويسري – Swisscows
محرك البحث الألماني – MetaGer
محرك البحث البريطاني – Mojeek
محرك البحث الألماني – Ecosia
محرك البحث – Gbiru
محرك البحث الأميركي – WolframAlpha

قائمةٌ بأبرز عشرة محركات بحثٍ لعام 2021:

  • محرك البحث Google:

بعد إطلاقه عام 1998، وخلال أعوامٍ قليلة، بدأ محرك البحث Google يتبوأ مكانةً متميزةً بين محركات البحث، إلى أن تربع على عرشه الذهبي كأقوى وأشهر محركات البحث في العالم. يتمتع Google بشعبيةٍ واسعةٍ جداً بين المستخدمين من جميع الفئات، وهو محرك البحث الأكثر استخداماً في المنطقة العربية. يوفر Google الكثير من الخدمات الشبكية التي لا تتوقف عند حدود إمكانيات البحث عن النصوص والملفات والصور ومقاطع الفيديو، إنما تتعداها إلى خدمات الترجمة الفورية لصفحات الوِب، وتوفير مساحةٍ تخزينيةٍ مجانيةٍ لملفات المستخدمين المسجلين في الموقع، وغير ذلك العديد من الخدمات المميزة.

الرابط: https://google.com

  • محرك البحث Bing:

قامت شركة مايكروسوفت العريقة بإطلاق محرك البحث Bing في عام 2009، متأخراً عن Google بحوالي أحد عشر عاماً، ورغم ذلك فقد بات منافساً حقيقياً لجوجل، حيث يستحوذ محركا البحث معاً على الحصة الأعظم من سوق محركات البحث. يوفر محرك البحث Bing دعماً لأربعين لغةً مختلفة، ويتميز بالسرعة الكبيرة في أداء عمليات البحث، كما يمتلك الكثير من القدرات القوية، تشتمل على إمكانيات البحث المتقدم في الصور والأخبار، وغير ذلك مما يجعل عملية البحث عبر الشبكة رحلةً ممتعةً وتجربةً في منتهى السلاسة.

الرابط: https://www.bing.com

  • محرك البحث Yahoo!:

يُعتَبر Yahoo! من أعرق محركات البحث على الإنترنت، فقد بدأ عام 1994 كبرنامجٍ يحتوي قوائم مرجعية مرتبة حسب الفئات لاثنين من طلاب الدراسات العليا في جامعة ستانفورد، ثم بدأت القوائم تنمو على موقع الجامعة حتى بات البرنامج ظاهرةً تحولت في ما بعد إلى محرك البحث Yahoo! كما نعرفه اليوم. تعود قوة ياهوو! بشكلٍ رئيسيٍّ إلى قوة أداء خوارزميات البحث التي يستخدمها، بالإضافة إلى الخدمات الشبكية التي يقدمها، بما في ذلك خدمة البريد الإلكتروني، والخدمات الإخبارية المتميزة. رغم تراجع محرك البحث Yahoo! أمام الضغوط القوية التي يتعرض لها من قِبَل Google و Bing، إلا أنه لا يزال يستحوذ على حصةٍ كبيرةٍ في السوق كواحدٍ من أقوى وأشهر محركات البحث على الشبكة العنكبوتية. حاولت مايكروسوفت الاستحواذ على شركة ياهوو! فدخلت معها في مفاوضاتٍ طويلةٍ عام 2008، ولكن دون جدوى. وفي عام 2017 تم استحواذ ياهوو! لصالح شركة Verizon عملاقة صناعة الاتصالات اللاسلكية.

الرابط:  https://search.yahoo.com

  • محرك البحث Baidu:

هو محرك بحثٍ صينيٌّ عملاق، تم إطلاقه عام 2000، ويُعتبر محرك البحث الأول في الصين. يحتل Baidu مركزاً مرموقاً كسادس أضخم موقع إنترنت في العالم، وذلك وفق بيانات موقع Alexa Internet المتخصص. يقدم Baidu حوالي 57 خدمةً شبكيةً تشتمل على موسوعةٍ مستقلة، وخدمة خرائط، وخدمة تخزين بيانات، وغير ذلك الكثير مما يخدم مختلف فئات المستخدمين.

الرابط: https://www.baidu.com

  • محرك البحث Ask:

تم إطلاقه عام 1996 تحت اسم Ask Jeeves كخدمةٍ تقوم على الإجابة عن أسئلة المستخدمين، ومن الأشياء التي اشتُهر بها عند بدايته هي قدرته على البحث باستخدام لغةٍ عفويةٍ غير بحثية، بطريقةٍ تشبه طريقة التخاطب اليومي العادي مع صديقٍ أو قريب. في عام 2006 تم تغيير الاسم إلى Ask، مع تغيرٍ في أسلوب عمل البرنامج وزيادة تركيز الشركة على تطوير وظيفة البحث الشبكي. يمتلك محرك البحث Ask قاعدةً جماهيريةً كبيرةً حول العالم، وهو يركز في البحث على عنصر الخبرة أكثر من عنصر الشهرة، حيث يسعى لإعطاء الأولوية للخبراء للظهور ضمن نتائج البحث.

الرابط:  https://www.ask.com

  • محرك البحث Aol:

في عام 1997، قامت شركة America Online بإطلاق محرك البحث الخاص بها NetFind، وفي عام 1999، قامت بتغيير اسم محرك البحث إلى AOL Search، الذي بات يُعرَف اليوم باسم Aol. خلال عام 2015 قامت شركة Verizon بالاستحواذ على محرك البحث Aol.

يوفر محرك البحث Aol الكثير من المميزات المفيدة للمستخدم، ومنها خاصية الإكمال التلقائي لعبارة البحث، والتي تشبه من حيث قوتها تلك التي يوفرها Google. كما يحتوي Aol العديد من المرشحات التي تساعد في الحصول من البحث على أفضل النتائج الممكنة.

الرابط: https://search.aol.com

  • محرك البحث Duckduckgo:

تقوم معظم محركات البحث بجمع وتخزين البيانات الخاصة بالمستخدمين للاستفادة منها في أغراضٍ إعلانية، أما محرك البحث Duckduckgo فهو يرفع شعار الخصوصية من خلال عدم حفظ بيانات المستخدمين، وعدم تتبع نشاطاتهم على الشبكة. لقد لاقى محرك البحث Duckduckgo إقبالاً جماهيرياً جيداً منذ إطلاقه في شهر فبراير من عام 2008، وقد حقق نمواً وتطوراً كبيرين خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك نظراً إلى أهمية عنصر الخصوصية لدى الكثير من مستخدمي الإنترنت. يمتلك Duckduckgo عدداً كبيراً من المميزات التي تجعله منافساً واعداً لمحرك البحث Google، كما يوفر العديد من إمكانيات التخصيص التي تجعله يتوافق مع رغبات المستخدم من خلال إمكانية تغيير الثيمات والألوان، وغير ذلك.

الرابط: https://duckduckgo.com

  • محرك البحث WolframAlpha:

يُعتبر محرك البحث WolframAlpha واحداً من أبرز محركات البحث في مجال أمن المعلومات، كما أنه لا يعتمد في عمله فقط على قواعد البيانات الضخمة، وإنما يتعداها إلى مجموعةٍ من التقنيات العالية في مجال الذكاء الاصطناعي تسمح له بإجراء عملياتٍ حسابيةٍ تحليليةٍ في غاية التعقيد، مما يجعله دقيقاً جداً في النتائج التي يُظهرها للمستخدم. إن هذه الدقة التي يتمتع بها WolframAlpha جعلَته محطَّ أنظار الكثيرين ممن يبحثون عن المعلومات التي تتصف بدرجةٍ عاليةٍ من الموضوعية والدقة العلمية. من المؤسف أن محرك البحث هذا لا يوفر خيار اللغة العربية في الواجهة أو نتائج البحث.

الرابط: https://wolframalpha.com

  • محرك البحث Yandex:

يُعتَبر Yandex محركَ البحث الأول من حيث الأهمية في روسيا، وهو يُستخدَمُ على نطاقٍ واسعٍ أيضاً في تركيا وفي العديد من الدول الناطقة بالروسية ودول الاتحاد السوفييتي السابق. يتميز Yandex بكونه محركَ بحثٍ متكاملاً مثل Google، وهو يقدم للمستخدمين خدمة بريدٍ إلكترونيٍّ متميزةً، وحريةً كبيرةً في تخصيص البحث في الخرائط والصور ومقاطع الفيديو، وذلك من خلال امتلاكه الكثيرَ من المرشحات المتطورة. يقدم محرك البحث Yandex أيضاً خدمة الترجمة الفورية، إضافةً إلى باقةٍ من الحلول الشبكية المتقدمة تضم ما لا يقل عن سبعين خدمةً مختلفة.

الرابط: https://yandex.com

  • محرك البحث Excite:

هو محرك بحثٍ أميركيٌ تم إطلاقه عام 1994، وأصبح خلال فترةٍ قصيرةٍ واحداً من أشهر محركات البحث على مستوى العالم، مما زاد حجم أعمال Excite، وسمح لها بالتالي أن تستحوذ عام 1997 على محرك البحث WebCrawler، الذي يُعتَبر أقدم محرك بحثٍ يعمل بتقنية الفهرسة التلقائية. ينتمي محرك البحث Excite إلى فئة محركات البحث الوصفية (metasearch engines)، حيث يقوم بإرسال استعلام المستخدم إلى عددٍ من محركات البحث القوية، مثل Google و Ask، ثم يعرضها على المستخدم بشكل نتائج نهائيةٍ عالية الارتباط بمُدخَلات البحث. كذلك يوفر Excite مجموعةً من الخدمات القائمة على مصادر خارجية، وتشمل خدمة الأرصاد الجوية، وخدمةً إخباريةً متميزة، وغير ذلك مما يهم المستخدمين.

  • محرك البحث Ecosia:

تخيل أن تتمكن من المساعدة في تحسين بيئة كوكب الأرض، فقط من خلال قيامك باستخدام محرك بحث. هذا ما يقدمه لك محرك البحث الألماني Ecosia، الذي يتم توجيه 80% من مجمل عائداته المالية لتمويل المنظمات الناشطة في مجال زراعة الأشجار وصيانة الغابات. إن كلَّ نقرة رابطٍ على صفحة Ecosia تساهم مساهمةً بسيطةً في زراعة الأشجار وتحسين بيئة الأرض، وبذلك يتفرد محرك البحث هذا بفكرته التي تضعه في منأى عن الصراع والمنافسة مع باقي محركات البحث.

الرابط: https://www.ecosia.org

  • محرك البحث Internet Archive:

هو محرك بحثٍ من نوعٍ خاصٍّ جداً، حيث يستخدم أداة المفهرس التلقائي الخاصة به لأرشفة مليارات الصفحات، وعشرات ملايين الملفات ذات المحتوى الرقمي النصي والمسموع والمرئي، بالإضافة إلى ملايين ملفات البرامج والألعاب. يشكل Internet Archive بذلك ما يشبه آلةً للزمن يمكن من خلالها الاطلاع على ماضي موقعٍ ما، وكيف تطور عبر السنين. إن إتاحة هذا القدر الهائل من البيانات للاستخدام العام يجعل من Internet Archive أداةً مثاليةً للمستخدمين الراغبين بالاطلاع على محتويات مواقع الإنترنت والتعرف على شكلها في سنين مضت.

الرابط: https://archive.org

تجدر الإشارة هنا إلى وجود بعض محركات البحث التي تتميز بالتخصص في عملها، ومن أمثلة ذلك:

  1. محركات بحثٍ آمنةٌ للأطفال: وهي محركات بحثٍ تراعي المعايير التصنيفية العمرية للمحتوى، فلا تسمح بإظهار الصفحات ذات المحتوى غير المناسب للأطفال. من أمثلتها: Kiddle و KidRex و KidzSearch.
  2. محركات بحث الوسائط المتعددة: وهي تقوم بالبحث في ملفات الصوت والفيديو والصور. من أمثلتها: Bing Videos و Find Sounds.
  3. محركات بحث النصوص المصدرية: وهي تشكل أداةً هامةً جداً بين أيدي المبرمجين ومطوري الأدوات البرمجية ومواقع الإنترنت. من أمثلتها: Github و Codase و Source Code Online.

بقي أن ننوه إلى أن هناك بعض المواقع مثل Youtube و Google Videos و Dailymotion مما يميل البعض إلى اعتباره محركات بحث، ولكن هذا ينطوي على خطأٍ واضح، فهذه المواقع تقوم باستضافة ملفات الفيديو على مخدماتها الخاصة، ومحركات البحث التي تحتويها تقوم بالبحث ضمن صفحات الموقع فقط، ولا تتعداها إلى البحث في فضاء الوِب. كذلك وبنفس الشكل يخطئ البعض في اعتبار Facebook محرك بحثٍ اجتماعي، والصحيح أن يُعتَبر شبكة تواصلٍ اجتماعي.

كلمةٌ أخيرة:

يعج عالم الوِب بمئات ملايين الصفحات، مما يجعل من العسير جداً على المستخدم الاستغناء عن محركات البحث، ولذلك فإن عملية البحث عبر الشبكة تُعتَبر مهارةً في غاية الأهمية. إن هذا يجعل من الضروري فهم أسلوب استخدام محركات البحث بأفضل شكلٍ لضمان الحصول على أفضل النتائج الممكنة، في عالمٍ بات يعتمد اعتماداً شبه كليٍّ على شبكة الإنترنت في تسيير جميع شؤون الحياة.